بقلم: فـريد زمكحل
كشف الخبير العسكري الروسي إليكسي ليونكوف لبعض الصحف الرسمية الروسية، أن استخدام روسيا لصواريخ «كنجال» الفرط صوتية المعروفة (بقاتلة حاملة الطائرات) ربما يكون الرد الأنسب والأقدر على استهداف منظومات الدفاع الصاروخية الأمريكية «باتريوت» التي تؤكد المعلومات الإستخباراتية الروسية وصولها بالفعل إلى الجانب الأوكراني.
مؤكداً على أن استخدام روسيا لصواريخ «كنجال» كان ضروريا لتوجيه بعض الضربات الموجعة لعدة أهداف أوكرانية محددة رداً على بعض التوغلات المؤخرة على أراضيها من بعض المخربين القادمين من كييف، والتي استمرت لعدة ساعات وتسببت في خسائر عسكرية كبيرة للجانب الأوكراني طالت المجمَّع الصناعي العسكري والمنشآت المسئولة عن توفير الطاقة علاوة على الخسائر المباشرة التي تسببت بها في قطاعات البنية التحتية لأوكرانيا .
هذا في الوقت الذي قامت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بشن هجوم ضاري على كل من الصين والسعودية (سياساً وإعلامياً) بعد إعلانهما الرسمي باقتراب التعامل الرسمي «باليوان» على البترول، محذرة الجميع بأنها لن تسمح لهما بتدمير اقتصادها كما قامت بتوجيه تحذير رسمي للبرازيل بفرض عقوبات مدمرة عليها بعد إعلانها الرسمي عن بدأ التبادل التجاري بينها وبين الصين باليوان ومع الهند بالروبية ومع روسيا بالروبل ، الأمر الذي رفضته الولايات المتحدة الأمريكية بوضوح من خلال إعلانها الرسمي بأنها لن تسمح باستخدام العملة الموحدة «سور» في دول أمريكا اللاتينية وتعتبره بمثابة إجراء عدائي مباشر ضدها، كما قامت بتوجيه تحذير لدول الاتحاد الأوروبي من تعامل البعض منهم بالروبل واليوان بدلا من الدولار بعد أن غيَّر قرار الحرب الروسية على أوكرانيا الكثير من طبيعة العلاقات الدولية والأمنية، ولن أكون مبالغاً إن قلت صراحة وبكل وضوح بأن نتائجها النهائية ستكون السبب الرئيسي لتغيير شكل النظام السياسي والمالي في العالم بعد أن فشلت سياسات القطب الواحد في إدارة شئون العالم وتسببت في انتشار العديد من الصراعات الدولية الخطيرة التي هددت ومازالت تهدد أمن واستقرار جميع دول العالم، خاصة بعد أن أعلنت جميع دول العالم ترحيبها التام بهذا التغيير المرتقب سواء ضمنياَ أو بصورة علانية ويتمناه ويسعى إلى حدوثه حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية قبل أعدائها.
وكانت للعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا وسياسات الكيل بمكيلين من جانب الإدارات الأمريكية المتعاقبة والجهات والمنظمات الدولية المتخاذلة أبلغ الأثر في تشكيل نظام مالي واقتصادي جديد للعالم قائم على مفاهيم جديدة ويستعد للإطاحة بالعملة الأولى للعالم آلا وهي الدولار الأمريكي.
وهو السبب الرئيسي وراء لغة الاستهجان والتصريحات العدائية اللاذعة من الجانب الأمريكي ضد فرنسا بعد توقيع كبرى شركات البترول الفرنسية لعقود رسمية مع الجانب الروسي بالروبل، وقيامها بإبرام عدد من الإتفاقيات الاقتصادية الهائلة مع الصين (باليوان) الصيني، ما أدى بالرئيس ماكرون للرد على الهجوم الأمريكي التي تعرضت فيه للإتفاقيات الفرنسية لحد وصفها بالمخزية قائلاً لن أسمح بإنهيار الاقتصاد الفرنسي من أجل رفاهية الآخرين، في الوقت الذي لجأت فيه الولايات المتحدة للتلويح باستخدام القوة رداً على تحركات الخليج والشمال الأفريقي بالإعلان عن بدء تعاملها الإقتصادي بعيدا عن الدولار في محاولة تؤكد دخول هذا الإعلان حيز التنفيذ مع تمركز حاملة الطائرات الأمريكية والمجموعة القتالية المصاحبة لها المكَّونة من 37 قطعة بحرية وثلاثة غواصات هجومية في المياه الدولية بالبحر المتوسط أمام القاعدة الروسية البحرية في طرطوس السورية.
الخطوة التى قابلها بوتين بإرسال منظومة قاذفات محملة بصواريخ كنجال إلى قاعدة حميميم السورية مع إعلانه عن تسليح القطع البحرية الروسية الهجومية بقاعدة طرطوس السورية بصواريخ تسيركون الأحدث عالمياً.
ومن موقف إلى موقف يستمر التصعيد بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية إرسال غواصتها النووية فلوريدا للخليج العربي محملة بـ أكثر من 154 صاروخ كروز من طراز توماهوك بدعوى توتر العلاقات مع إيران، وهي في الحقيقة موجهة للسعودية والإمارات.
الأمر الذي يؤكد على نجاح روسيا والصين في تغيير المعادلة من خلال تفتيت دول الناتو بإظهارهما للمواطن الأوروبي حجم وضراوة ما يتعرض له اقتصاد دول القارة الأوروبية من تراجع ملحوظ بسبب إتباع حكوماته للسياسات الأمريكية الخاطئة وتأثيراته المباشرة السيئة على الوضع الاقتصادي المتردي والمؤلم الذي يعيشه هذا المواطن ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
وفي تقديري أنه بدأ رسمياً الإعلان عن بزوغ نجم النظام العالمي الجديد (سياسياً واقتصادياً) الذي سيتولى إدارة العالم وقيادته بعد سقوط الإمبراطورية الأمريكية رسمياً على أرض الواقع.
وغداً لناظره لقريب!!