بقلم: يوسف زمكحل
ولد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2 مارس عام 1937 وهو الرئيس الثامن للجزائر منذ الاستقلال، وفي عام 1998 أعلن نيته لدخول المنافسة الرئاسية كمرشح حر وقبل يوم من إجراء هذه الانتخابات انسحب جميع المرشحين المنافسين الآخرين بحجة دعم الجيش له ونية التزوير الواضحة ليبقى هو المرشح الوحيد للانتخابات ونجاحه لم يكن بارز وشعبيته لم تكن عالية وسط جيل الشباب الذي لم يكن يعرفه من قبل، وفي عهده أبرمت الجزائر أتفاق شراكة مع الإتحاد الأوروبي في 22 أبريل 2001، كما أصبحت الجزائر تشارك في قمة مجموعة الثمانية منذ سنة 2000 إلا أنه قد أصيب بوعكة صحية في نوفمبر 2005 ، ونقل لمستشفى فرنسي خرج منها في 31 ديسمبر 2005 ، وفي 6 سبتمبر عام 2007 ، تعرض لمحاولة اغتيال حيث حدث انفجار قبل 40 دقيقة من وصوله للمنصة الشرقية خلال جوله شرق البلاد وقد خلف هذا الحادث 15 قتيلاً و71 جريحاً والتفجير تم بواسطة أنتحاري يحمل حزام ناسف تم اكتشاف أمره من طرف شرطي، فهرب إلى الجمهور الذين ينتظرون الرئيس ليفجر نفسه بين الحشود. وتعرض الرئيس للمرض ثانية إثر جلطة دماغية ونقل مباشرة إلى إحدى المستشفيات الفرنسية وعاد بعد فترة إلى الجزائر ولكن على كرسي متحرك مما زاد الجدل حول قدرته على تولي مهام الحكم في البلاد بعد فترة غياب طويلة مدتها 80 يوماً، غاب فيها الرئيس عن عدة مناسبات تعَّود على حضورها أهمها ذكرى الاستقلال ونهائي كأس الجزائر، وتخَّرج الدفعات بأكاديمية شرشال العسكرية ، وليلة القدر وصلاة عيد الفطر. ويعتبر الرئيس بوتفليقة أطول رؤساء الجزائر حكماً ومنذ فترة أعلن الرئيس بوتفليقة ترشحة لفترة جديدة الأمر الذى كان سبباً في خروج المظاهرات رافضة ترشيحه مرة أخرى، وقد شاركت في هذه المظاهرات كل أطياف الشعب بما فيهم المناضلة الكبيرة جميلة بوحريد ورجال القضاء وغيرهم. وسافر الرئيس بوتفليقة إلى سويسرا هذه المرة لاستكمال علاجه ليعود ويعلن فجأة عدم ترشحه لفترة خامسة وأنه لم يكن ينتوى الترشح مرة أخرى رغم أنه أعلن منذ فترة عن ترشيحه الذي كان سبباً في خروج المظاهرات ولكن تراجعه كان له الأثر الطيب في نفوس الجزائريين والذى أعاد الهدوء إلى هذا البلد الجميل الذي ينفرد بمكانة عظيمة في نفوس كل المصريين بل والعالم العربي، فالجزائر هي التي قدمت مليون شهيد حتى تحصل على حريتها واستقلالها، ونرجو أن تعود الأمور إلى نصابها فالمنطقة العربية لم تعد تتحمل تدمير دول كبيرة مثل الجزائر في شكل ربيع دمرت في ربوعه دول عربية من قبل .