بقلم: سليم خليل
للحفاظ على صحة البشر من أضرار التدخين تسير بلاد العالم على خطى كندا والولايات المتحدة وبلاد متقدمة أخرى في مكافحة التدخين بشتى الوسائل مثل : منع الدعاية في كافة وسائل الإعلام والتغليف البسيط ووضع علب السجائر في خزائن مغلقة في المحلات التجارية بالإضافة إلى منع البيع للمراهقين من أعمار أقل من ١٨ عاما أو ٢١ عاما حسب تشريع البلاد . لم تتجرأ شركات سجائر التبغ مجابهة الدول الغنية في القضاء مثل كندا والولايات المتحدة لكن فروعها فى البلاد الصغيرة مثل الأوروجواي في أميركا الجنوبية حيث الدخل القومي لا يتجاوز 50 ميليار دولار مقابل رأسمال إحدى شركات التبغ 80 ميليار دولار التي رفعت دعوى قضائية في المحكمة الدولية على حكومة الأوروجواي وأستراليا بحجة أن الدولة لا يحق لها اتخاذ إجراءات للحد من بيع سجائر التبغ وهذا يخالف الاتفاقيات التجارية الدولية .
إن جشع شركات سجائر التبغ دفعها لتقديم دعاوي لدى المحكمة الدولية ضد البلاد الصغيرة مثل الأوروجواي وأستراليا ولتهددها بأنها ستنفق على الدعاوي أموالا أكثر من الدخل القومي لتلك الدولة وهذا ما يرهق ميزانية الدولة وبذلك تتراجع تلك الدول عن قرارها حول طلب التغليف البسيط ومنع الدعاية ووضع علب التبغ في خزائن مغلقة في المحلات التجارية .
منذ عدة سنوات رفعت شركة – فيليب موريس – العملاقة دعوى ضد الأوروجواي وأستراليا وكانت التكاليف مرهقة ؛ لكن في العام 2015 وتضامنا مع الدول الصغيرة في مجابهة الشركات العملاقة قررت مؤسسة – بيل وميليداجيت – ومؤسسة بلومبيرج الخيريتين الانضمام إلى الدول الصغيرة في الخصام القضائي وساعدتا في تغطية مصاريف المحكمة الدولية وهكذا أصبح الخصام في محكمة العدل الدولية: أثرياء ملياردير ضد الشركات العملاقة .
على أثر هذا الدعم المالي صرح السيد بلومبيرج بأنه لكافة الدول الصغيرة الحق بالحفاظ على صحة مواطنيها ومجابهة شركات سجائر التبغ بدون خوف .
بعد سبع سنوات في المحكمة الدولية ربحت الأوروجواي الدعوى على شركة فيليب موريس وأجبرت الشركة على طباعة غلاف علب بنصوص تشرح أخطار التبغ الصحية على 80% من مساحة الغلاف ومنع ذكر كلمات مثل – خفيف – وأمرت الشركة بسحب ٧ أنواع من ١٢ نوع سجائر تباع في الأوروجواي .
بعد الأوروجواي ربحت أستراليا الدعوى في المحكمة الدولية وتبعتها إنجلترا وستربح مجموعة دول الوحدة الأوروبية أيضا وبذلك لن تتجرأ أي شركة سجائر تبغ عملاقة تحدي قرار أي دولة ؛ صغيرة أم كبيرة ؛ ترغب الحفاظ على صحة مواطنيها ضد أخطار التدخين .