قلت منذ أكثر من عامين بأن العراق في طريقه للتقسيم إلى ثلاثة أقاليم أحدهم شيعي وثانيهم سني وثالثهم كردي، وأعتقد أن ظهور داعش المفاجئ في المشهد العراقي لم يأت من فراغ وإنما جاء لاحياء وتطبيق مشروع الأقاليم الثلاثة على الأرض وسط قبول وترحيب شعبي من أتباع كل تيار أو طائفة حقنا لدماء الأبرياء من أبناء الشعب العراقي الشقيق بصفة عامة على أن يكون ذلك في إطار كونفدرالي لا ولن يعترف به أحد حتى الذين سيوقعون عليه. ورحم الله العراق الذي لم يفطن أبنائه حتى الآن لما ينتظرهم وينتظره من صراعات خطيرة في المستقبل القريب و البعيد وللاسف الشديد بموافقة ومشاركة أبنائه جميعاً .. وما طال العراق سيطول ليبيا وتونس بينما ستنهك سوريا ويستنفذ قدراتها ما سوف يرهق ويؤثر بدوره على مصر ويعيق من تقدمها كثيراً رغم قوة التحرك المصري الحالي على الساحة العربية والإفريقية.
ولكن حتى هؤلاء الذين اختاروا المذاهب والقبلية والطائفية على مفهوم بناء ومتطلبات الدولة الحديثة، لا يدركون بأن هناك من سينشق ويخرج عليهم باسم الدين والمذهبية وفكرة الجهاد وتكفير البشر كل البشر جرياً وراء الغنائم والمناصب الزائلة التي ستقضي على الحضارة العربية شكلاً ومضموناً وستعيد وتعود بغالبية شعوب المنطقة إلى عصور الخيام والقهر والتخلف والظلام.
وها أنا أقول مرة أخرى بأن الحل للخروج من هذا الواقع الأليم وذلك المستقبل المدمر يكمن بظهور قادة جدد يمتلكون رؤية مستقبلية واضحة المعالم والسلوك بالاضافة لتمتعهم بقدرة خارقة على قراءة المشهد السياسي والواقع المحيط بهم لمعرفة واختيار افضل السبل للتعامل معه والتصدي له .. وحتى هذا الحل لن يكون سهلا او متاحاً مع أمة أحترفت الجهل والخيانة والعمالة باسم الشرع والدين .. ولا شرع لها ولا دين!!
أمة أضاعت القدس واليوم تشارك في إضاعة الوطن العربي ككل!! في تواطؤ فاضح لا يغتفر وعذر أقبح من الذنب!
بقلم رئيس التحرير : فريد زمكحل