بقلم: د. حسين عبد البصير
حم أيونو مهندس الهرم الأكبر
يعتبر المهندس العبقري حم إيونو واحدًا من أشهر المعماريين في مصر الفرعونية والعالم القديم والتاريخ.
ويعني اسمه «خادم إيونو» أي «خادم مدينة إيونو» أي مدينة هليوبوليس مدينة الشمس، وهي منطقة المطرية وعين شمس في محافظة القاهرة، وذلك نظرًا لأهمية مدينة الشمس في تلك الفترة من عصر الدولة القديمة وعصر بناة الأهرام.
وكانت مشاركة حم إيونو في بناء المشروع المعماري الجبار، هرم الجيزة الأكبر، من أهم إنجازاته المعمارية في حياته العملية الطويلة التي ساهم فيها في نهضة مصر الفرعونية من الناحية المعمارية.
ومن الجدير بالذكر أن حم إيونو، كمشرف على الأعمال الملكية في عهد الملك خوفو العظيم، صاحب الهرم الأكبر، قد ساهم في بدايات بناء الهرم الأكبر، غير أن بناء الهرم قد تم على أيدي المهندس المعماري المعروف عنخ حاف الذي كان أيضًا المهندس المعماري للهرم الثاني بالجيزة الخاص بالملك خفرع، وذلك وفقًا لبرديات وادي الجرف، الذي الاكتشاف الأثري الذي اعتبره أعظم اكتشاف أثري في القرن الحادي والعشرين.
وتوجد مقبرة حم إيونو في جبانة الجيزة وهي من أكبر وأشهر وأهم وأضخم المقابر الموجودة في هذه الجبانة.
وحم إيونو هو واحد من أفراد العائلة المالكة، وهو ابن الأمير نفر ماعت وزوجته «أتات» التي توجد مقبرتهما في منطقة ميدوم في بني سويف.
ويعد تمثال حم إيونو الموجود حاليًا في متحف هلدسايهم في ألمانيا واحدًا من أروع الإبداعات الفنية في مصر الفرعونية. وهو تمثال يمثل حم إيونو جالسًا في هيئة طبيعية بجسد مترهل كأحد أهم العلامات الفنية في المدرسة الواقعية في فن النحت في مصر الفرعونية قاطبة.
وسوف يظل اسم المهندس العبقري حم إيونو حاضرًا في ذاكرة مصر والعالم كله بسبب إعجازه الهندسي والمعماري والعجيبة الوحيدة الباقية من عجائب العالم القديم، هرم الجيزة الأكبر.
الملكة حتب حرس الأولى هي أم الملك خوفو العظيم. وهي ابنة الملك حوني، آخر ملوك الأسرة الثالثة، وزوجة الملك سنفرو العظيم، مؤسس الأسرة الرابعة. ولعبت الملكة دورًا كبيرًا في نقل الحكم من الأسرة الثالثة إلى الأسرة الرابعة، باعتبارها الوريثة الشرعية لأبيها حوني؛ لذا لما تزوجها سنفرو، أصبح ملكًا شرعيًا لمصر.
ولعل من بين أكثر القصص إثارة الخاصة بالملكة حتب حرس هو اكتشاف مقبرتها ذات الأثاث الجنائزي المبهر. وتعددت الآراء حول مقبرتها واختفاء جسدها. فقال البعض أن سنفرو بنى مقبرة لزوجته في دهشور بالقرب من هرميه. غير أن اللصوص ربما كانوا قد تمكنوا من التسلل للمقبرة وسرقوا محتوياتها. وعندما وصل الأمر إلى البلاط، قام خوفو سرًا بنقل المقبرة إلى الجيزة، ولم يتم إخطاره بأن جسد الملكة قد سُرق.
ولاكتشاف هذه المقبرة الجديدة بالجيزة قصة مثيرة. ففي يوم 9 مارس من عام 1925، كان آلان رو، مساعد جورج رايزنر، رئيس بعثة جامعة هارفارد ومتحف بوسطن للفنون الجميلة، يقوم بالتصوير إلى الشرق من الهرم الأكبر وشمال هرم الملكة حتب حرس، فغاص حامل الكاميرا في حفرة هناك. وكان رايزنر في الولايات المتحدة الأمريكية. فتتبع رو هذه الحفرة. وبعد أسابيع من الحفائر، توصل إلى فوهة بئر بعمق يصل إلى حوالي 27 مترًا قاده إلى مدخل المقبرة الجانبي، الذي كان مغلقًا بأحجار من الحجر الجيري، وكانت مغطاة بطبقة من الملاط لحماية المقبرة من السرقة. وقام فريق العمل باستكمال العمل. وتم العثور على مقبرة حتب حرس التي كانت عبارة عن حجرة واحدة. ووُجد الأثاث الجنائزي الخاص بها مكدسًا داخل هذه المقبرة. وكان هناك أيضًا تابوت مغلق من الألباستر، وصندوق مغلق من الألباستر لحفظ بعض أحشاء الملكة، وكمية ضخمة من الفخار. وتم العمل على إخلاء محتويات المقبرة لمدة عامين. وعند فتح التابوت، كانت المفاجأة أنه وُجد فارغًا. وتعددت التفسيرات في ذلك.
وهناك ثلاثة أهرامات صغيرة إلى الشرق من الهرم الأكبر، الهرم الشمالي منها يخص حتب حرس. وتم دفن الملكة في هرمها إلى الشرق من هرم خوفو، وتمت سرقته. وبعد عصر الدولة القديمة، غالبًا، تم نقل أثاث حتب حرس، وربما رفاتها، من هرمها إلى هذه البئر التي لم يتم استكمالها. ويبقى غياب جثتها اللغز الأكثر إثارة إلى الآن. وتم نقل هذا الأثاث الجنائزي الرائع إلى المتحف المصري وتم تخصيص قاعة له. وكان من بين أهم آثار هذه الملكة، الأثاث الخشبي، خصوصا محفتها المحلاة بالذهب والمكتوب عليها ألقاب الملكة بالكتابة الهيروغليفية. وكُتب على بعض آثارها اسم زوجها الملك سنفرو.
هذه هي قصة أم الملك خوفو، الملكة حتب حرس الأولى العظيمة، وزوجة الملك سنفرو العظيم، وصاحبة الآثار الفريدة الموجودة في الدور الأول في المتحف المصري بميدان التحرير.