بقلم: فر يد زمكحل
كنت أنتوي الحديث عن جزيرتي تيران وصنافير بشئ من الإسهاب خاصة بعد أن باتا موضوع الساعة وكل ساعة في مصرنا المحروسة على المستويين الرسمي والشعبي .. إلا أنني عدلت عن ذلك في اللحظات الآخيرة حتى قيامي بإستجلاء بعض الحقائق التي من الممكن أن تساعدني في إمكانية إتخاذ موقف واضح في هذا الشأن سواء كان مع الحكومة او ضد الحكومة إلا أن كل المعطيات التي توصلت إليها بعد جهد كانت تؤكد تضارب كافة المعلومات التي اتيح لي التوصل إليها حول هذا الموضوع الخطير الذي أكد فيه الرئيس جمال عبد الناصر عبر شريط مسجل له بالصوت والصورة بأن جزيرتي تيران وصنافير جزر مصرية مئة بالمائة منذ أكثر من خمسين عاماً بالكمال والتمام في الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنهما سعوديتين والسؤال هنا سيقودنا ويكشف لنا حالة التخبط الرسمي لكافة التصريحات الرسمية الصادرة عن كبار المسئولين في إدارة شئون الجمهورية منذ قيام ثورة يوليو 1952 وحتى يومنا هذا والتي قادتنا ومازالت تقودنا إلى المجهول . والسؤال هنا هل كان الرئيس عبد الناصر على علم بما يقول في هذا الخصوص عندما أعلن بوضوح مصرية الجزيرتان بكل المقاييس بإصرار ينم عن معرفته الجادة والأكيدة بما يقول ؟ آم نقبل بما أعلنه الرئيس السيسي في هذا الخصوص دون نقاش متأني وجاد وحقيقي لإستوضاح كل ما يتعلق في هذا الشأن ؟ والسؤال الأخطر ما الذي يدفعنا لتكذيب الرئيس عبد الناصر وتصديق الرئيس السيسي أو العكس ؟ والسؤال الأصعب كيف أغلق عبد الناصر مضيق تيران في وجه السفن الإسرائيلية وبأي حق في 22 مايو 1967 إن لم يكن هذا المضيق وهذه المياه ضمن حدودنا المصرية الإقليمية المتعارف عليها محلياً وإقليمياً ودولياً ؟ والتي لو لم تكن كذلك لقام العالم كله بإدانة هذا القرار وإدانته شخصياً وربما في محاربته بصورة فعالة في الجو والبحر والأرض ؟ مجرد أسئلة تبحث عن أجوبة باتت غير ممكنة وسط كل هذا الكم من التخبط . مع خالص إعتذاري للجميع لأنني أقحمت نفسي فيما لا يرغب به البعض بينما يرغب به البعض الآخر !