بقلم: يوسف زمكحل
في ذكرى 25 يناير لابد أن نتذكر عيد الشرطة المصرية وأبطالها الذي دافعوا عن بلادهم في مدينة الإسماعيلية بمصر عام 1952 حيث رفضت قوات الشرطة في مبنى المحافظة تسليم أسلحتها وإخلاء المبنى للقوات البريطانية وأسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن مقتل 56 شرطياً مصرياً و73 جريحاً. وعلينا أن ننسى ونتناسى ما تسمى بثورة 25 يناير 2011 التي كادت تدمر مصر لولا عناية الله فعلا وإلا كانت اليوم مثل العراق وليبيا واليمن وسوريا وهذا ليس كلام إنشاء ولكنه واقع تعيشه اليوم تلك الدول التي نجحوا في تدميرها وباتت اليوم تبرطع فيها الميلشيات المسلحة بعد ما أطاحوا بصدام حسين وعلى عبد الله صالح ومعمر القذافي بحجة أرساء الديمقراطية وحتى اليوم لم نجد أي صورة منها ولم نجد غير أحزمة ناسفة وقتلى ومصابين وتم استخراج لنا العفريت الذي يعيثُ في الأرض فساداً باسم الدين والدين منهم براء وهو تنظيم داعش الذي بث الرعب في قلوب البشر من فظائع بما أرتكبه أتباعه من جرائم فظيعة بالتزوير التي ارتكبت في سوريا والعراق وليبيا .
وفي تقديري أن أي ثورة يقاس نجاحها بما وصلت إليه من نتائج ، ونتائج ثورة 25 يناير إذا أرادنا أن نسميها ثورة فهي الفوضى التي كادت أن تقضى على الأخضر واليابس في مصر وعشرات القتلى والمصابين ومظاهرات شبه يومية تعطل الحياة اليومية وهروب المساجين من السجون وخطف النساء والأطفال وطلب فدية من أسرهم واقتصاد دولة ينهار وانفلات أمنى غير مسبوق وعمليات تفجير في مديريات الأمن وقتل ضباط بطريقة وحشية في قسم شرطة كرداسة واغتيال ضباط في أمن الدولة مثل الشهيد أبو شقرة وغيره وقتل جنود مصريين في سيناء بدم بارد .
وزاد الطينة بلِة ظهور الإخوان المسلمين على السطح واستطاعوا أن يصلوا للحكم وتم انتخاب محمد مرسي رئيساً للجمهورية وشكلاً فقط وليس مضموناً حيث كان ينفذ كل ما يطلبه منه مكتب إرشاد الجماعة وبمنتهى الغباء أصدر مرسي إعلاناً دستورياً يزيد من بطشه ويعطي له صلاحيات تمكنه من السيطرة على أجهزة الدولة فكانت شرارة الانطلاق لثورة 30 يونية التي استطاعت أن تستعيد مصر من بطش حكم الإخوان لتكون بداية البناء والتعمير .
أن ثورة 25 يناير المزعومة كانت جزءًا من مخطط ضد بعض دول الشرق الأوسط قامت بتسميته كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس جورج بوش الأبن بالفوضى الخلاقة والبعض لا يعرف ما قاله بن جوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي “ أن قوتنا ليست في سلاحنا النووي قوتنا في تفتيت ثلاثة دول كبرى حولنا هم العراق وسوريا ومصر إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية ونجاحنا في هذا الأمر لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على جهل وغباء الطرف الآخر”.