بقلم: ادوارد ثابت
الجزء الثاني:
ويخطو إلى الشارع فما أن يسير به قليلاً حتى يمر أمام محل (أبو الجوخ) لبيع الدراجات وقطع غيارها فيشم رائحة الكاوتشوك الجديد التي تغمر المحل وتنتشر بالطريق . فيثير فيه هذا المتجر وتلك الرائحة أحساساً قديماً ، فيسترجع تلك الأيام التي كان ابوه يأخذه فيها إلى هذا المتجر ليشتري له ما يزين به دراجته .. مرآة أو جرساً يضعهما له على مقود الدراجة لتزيينها . ويستمر في سيره حتى يرى ذلك النادي العريق (واي ام سي إيه) الذي كان يسمع عنه من زملائه الكبار بالمدرسة وهو صغير ، ويسمع أن بعضهم يشترك فيه أو يذهب إليه فيقولون عنه في إيجاز نادي الواي . ولم يكن يدرك مضمون هذه التسمية حتى عرف بعد ذلك أن حروفه هذه تختصر تسميته وهي جمعية الشبان المسيحية ثم عرف أن تلك الجمعية الرياضية قد تأسست بإنجلترا في القرن التاسع عشر ثم في أمريكا ثم أنتشرت بإنحاء العالم لتنتشر مع الرياضة الثقافية والأخلاق الراقية من غير تمييز ديني أو عرقي فأخذ يلحق بها من يهتمون بالرياضة من الشباب الراقية ويتمسكون معها بتلك الخصال الطيبة . وما أن يسير قليلاً حتى يرى ممراً ينظر إليه فيستاء مما يراه ، وهو ممر سينما حديقة النصر الصيفية . رأى الممر قبيحاً ، أرضيته معوجة متكسرة ، تتناثر على جوانبه أجزاء ذابلة من الأشجار تملؤها القمامة وفي العمق منه النافذة التي تؤخذ منها تذاكر السينما بدت متهالكة وإلى جانبها باب السينما الحديدي بدا مثلها قديماً قد غطاه الصدأ فالسينما مغلقة منذ فترة طويلة تقترب من آواخر الستينيات بعد أن كانت راقية فلم تكن من دور العرض الأولى ولكنها تتسم بهذا الرقي – كانت صالتها فسيحة ومقاعدها مريحة مصنوعة من خشب البامبو ، وهو خشب متين ناعم الملمس يؤخذ من تلك النباتات النجيلية العشبية ذات السوق قوته الجذوع التي تقسم إلى أجزاء تفصل بينها عقد تحيط بها ، وكلمة بامبو هي فرنسية وإنجليزية تطلق على الخيرزان ولهذا يشعر المتفرج بالمتعة وهو يجلس على تلك المقاعد ليشاهد عروض السينما . وكأن الذين يذهبون غلى السينما لرؤية افلامها من المثقفين الذين يتسمون بالأدب والذوق والأخلاق الطيبة فلا يهللون أو يتندرون ولا يصيحون أو يتلامذون ، فلا نسمع منهم من يتلفظ بالفاظ قبيحة ، ولا ترى منهم من يثير الجلبة والشغب بل يجلسون ويتحركون في أحترام ونظام وكأنما تلك السينما قد فرضت الرقي على الشعب أو أن هذه الطبقة الراقية هي التي فرضته على السينما . وكانت السينما بين الوقت والوقت تعرض عروضاً أو سهرات ليست سينمائية ، فإذا هو يسترجع وهو ينظر إليها يوماً ذهب فيه وهو صبي صغير مع عائلته يشاهدون فرقة من الفرق الأوروبية تعرض عرضاً من ألعاب السيرك المثيرة ، وقد أمتد فيه على جانبي السينما العلويين إطار من السلك السميك المقوى كان يلعب عليه أفراد الفرقة ، فمنهم من يسير عليه بدراجة ومنهم بدراجة بخارية وغيرهما من يسير عليه بمفرده وقد أمسك بيديه عصا طويلة يحافظ بها على توازنه . وغير هؤلاء من يقفز إلى ارجوحة تمتد إليه فيتارجح بها ثم يقفز في الهواء فيلقف بيديه زميلاً له . فكان الجمهور يتطلع إليهم وقد بدا عليهم الخوف بل والذعر عندما يلوح على لاعب منهم أن يوشك على الأخفاق في حركته أو يفتعل ذلك حتى يثير المتفرجين فكان هو ينظر معهم في أندهاش ، ولكنه كان يتساءل رغم صغره .. هل هذه الدراجات ملتصقة بهذا الإطار الحديدي السميك ام هي قد صنعت وجهزت الدراجات بما تحفظ بها هؤلاء اللاعبين وما هي تلك الكفاءة التي يلقف بها لاعب منهم من غير ان تنزلق ايديهم ؟ هل يضعون بها مادة لاصقة تمنع هذا الأنزلاق ؟! ويتعجب أين هي تلك السينما مما كانت تعرضه من أفلام ومن الرقي الذي كانت تتسم به ، ومن تلك العروض التي تعرضها ، فقد تهالكت وأغلقت مثلما أغلقت الكثير من دور السينما مع نهاية الستينيات من القرن العشرين . ويستمر في سيره فينحرف إلى شارع نجيب الريحاني ، وهذا الشارع تغيرت تسميته مثلما تغيرت الكثير من الشوارع في هذا المكان وغيره من الأمكنة ، وهو يبدأ من رمسيس ويقطع عماد الدين وإبراهيم باشا حتى كلوت بك وكان يسمع من ابيه أن أسمه كان قنطرة الدكة ، وعندما بحث بعدها عن هذه التسمية عرف أن خليجاً مائياً كان يمر بالشارع ويربط بحيرة الأزبكية وكان به قنطرة يعبر عليها الناس إلى جانبها مقعد شعبي يجلسون عليه أو ما يسمى بالدكة ثم أطلق بعد ذلك على هذا الفنان الذي أمتع الجمهور بمسرحياته وأفلامه السينمائية . ويسير قليلاً إلى الشارع العمودي عليه وهو عماد الدين ، الشارع الذي كان موطن الفن والفنانين والملاهي الليلية ودور السينما والمسارح وشركات الإنتاج السينمائي ومسؤلي الحفلات بل ومساكن بعض الفنانين أو الكثيرين منهم فيراه ليس كما كان . ويتأنى قليلاً فيرنو حوله فإذا على ناصية الشارع دار من دور السينما بدت متهالكة محطمة الأركان متسخة الجوانب مهجورة قد أغلقت منذ فترة طويلة وهي سينما ريتز ، وكانت تسمى قبلها ستوديو مصر التي أخذتها أو استاجرتها شركة مصر للتمثيل والسينما والتي تعرف بأستوديو مصر والتي اسسها طلعت حرب عام 1935 لنشر الفن والثقافة وأنعاش الإقتصاد المصري وكانت في االأربعينات من القرن العشرين ملهى ومسرحاً هو كازينو دي باري تمتلكه السيدة مارسيل ثم تغير إلى سينما الهمبرا والسينما كانت من الدور الأولى التي تعرض أفلام العرض الأول بدار فقط من هذه الدور وبعد ذلك تأخذها دور الدرجة الثانية ، ولهذا كانت السينما تبدو مزدحمة ولا سيما في العطلات الأسبوعية او غيرها من العطلات وإذا كان الفيلم من الأفلام التي تجذب الجمهور إليها . ويسترجع أياماً مضت في هذه السينما ، فقد كان يذهب إليها هو وصديق له أحياناً وفي أوقات مختلفة قبل أن تغلق لمشاهدة فيلم من الأفلام التي تعرض بها ، ولزحام الجمهور الذي يبدو عليها فكانت تتيح حجز بطاقات العروض لمدة اسبوع فكان يتجه من مدرسته في فترة الغداء سيراً إلى السينما فيحجز بطاقتين للحفل النهاري الأول في يوم الأحد فما أن يذهبا هو وصديقه لرؤية الفيلم في ذلك الحفل ويبصر الزحام حول السينما يضج به الميدان وأمام نافذة حجز بطاقات العرض وقد أكتملت مقاعد الحفل أو أوشكت على أن تكتمل ، وإذا هؤلاء الذين يتقربون إلى الجمهور ويصيحون بينهم لينبئوهم أن يبعيوا لهم التذاكر بثمن يزيد عن ثمنها فيما يسمى بالسوق السوداء فما أن يلمحا ذلك حتى يشعرا بالسعادة لأن معهما هاتين البطاقتين اللتين تتيح لهما المرور بسهولة وأن يجتازا تدافع الجمهور ، فيعطي لصديقه بطاقة منهما فيرفع كلاهما ذراعه بها وقد أمسكا بيده حتى يراها العامل الذي يقف بالباب فيشير إليهما أن يتقدما فيسرعان ويتقدمان ويعبران إلى السينما بين ذلك الذحام في تلك المتعة التي كانت تغمرهما لمشاهدة ذلك الفيلم الذي تتاهفت الجماهير على رؤيته وتتزاحم له . يسترجع ذلك وهو يتأنى إلى جانب هذه السينما فيمسه شئ من السعادة التي كانت تمسه في هذه الأيام . ويرنو غلى الضفة المقابلة للسينما فينظر غلى عمارة كبيرة بنيت كان مكانها من قبل سينما ثانية كان يطلق عليها كوزمو وكانت على خلاف سينما ريتز فهي أحياناً تعرض الأفلام المصرية في عرضها الأول وأحياناً تعرضها بعد ذلك وتعرض معها الأفلام الغربية التي مر على أنتاجها زمناً ، ومع ذلك كان لها جمهورها الذي يقبل غليها لمشاهدة هذه الأفلام . ثم يرنوعلى البعد بامتداد شارع نجيب الريحاني وإلى أوله في أتجاه شارع رمسيس فيلمح على اليسار المبنى الذي كان مكانه جريدة الجمهورية التي انشأها نظام يوليو في عام 1953 فكان المدير العام لها ورئيس مجلس الإدارة منذ إنشائها وحتى عام 1959 هو محمد أنور السادات وكان الهدف منها هو إبراز الأهداف السياسية لهذا النظام فأخذت مقرها الأول بشارع شريف بوسط القاهرة ثم شارع الصحافة ثم هذا المكان الذي يطل على شارع نجيب الريحاني وبابه بشارع زكريا أحمد العمودي عليه حتى أستقرت بشارع رمسيس عام 2000 . ينظر على البعد على هذا المكان فيستدنى أمراً مهماً له ولايزال ، فقد قرأ يوماً بصحيفة من الصحف اليومية أن مطابع الجريدة تصدر كتاب الأغاني للأصفهاني في أجزاء وما أكثر ما يحب أن يقتني مثل تلك الكتب العريقة القيمة فذهب إليها وأشترى كل الأجزاء وذهب بها إلى بيته مستمتعاً بما أقتناه ثم أعطاها إلى حرفي ممن يحترفون تجليد الأوراق والكتب فضمها في مجلدين ضخميين راقيين يقتربان من الألف صفحة أحسن الحرفي فيهما عمله وصنعته فوضعهما بمكتبته التي يضع بها ما يهواه ويقتنيه من المصادر الثقافية المختلفة . ويسير قليلاً بشارع عماد الدين ، فيمر إلى جانب مسرح نجيب الريحاني ، وقد ظل هذا المسرح كما هو منذ إنشائه في ثلاثينات القرن العشرين ، ولكنه تبدل وتغير كثيراً حتى اضحت الفرق الخاصة تستأجره لتعرض عليها مسرحياتها الخاصة . فقد كان قديماً يعرض عليه نجيب الريحاني مسرحياته التي يكتبها هو وبديع خيري ويقوم ببطولتها مع فرقته التي كانت تتكون من بشارة واكيم وماري منيب وحسن فايق وعبد الفتاح القصري وفؤاد شفيق وزوزو شكيب وميمي شكيب وأستيفان روستي ومحمد كمال المصري الذي لقب بشرفنطح ومحمود لطفي ومحمد الديب وزينات صدقي ومحمد شوقي وأديب الطرابلسي وغيرهم ثم قام بالبطولة فيها عبد العزيز أحمد وسراج منير وحسن فايق ثم أنفرد بها عادل خيري . وبعد ذلك تعثرت الفرقة لعدم توفر ممثل يقوم بالبطولة في مسرحياتها حتى عمل بها فريد شوقي فقد بعض المسرحيات مثل مسرحية الدلوعة عام 1969 مع نيللي وأبو بكر عزت ومحمود لطفي وماري منيب ومحمد الديب وأمال شريف ومحمد شوقي وغيرهم التي قدمها قبله سراج منير عام 1954 مع حسن فايق وماري منيب وميمي شكيب وحسن فايق ومحمد الديب وزوزو شكيب ومحمد شوقي وهي من إخراج عدلي كاسب ثم قدم بعد ذلك عام 1976 مسرحية الدنيا لما تضحك مع حسين الشربيني وفاروق فلوكس وماجدة زكي ووداد حمدي وكانت من إخراج سمير العصفوري والتي قدمها قبله عبد العزيز أحمد وسراج منير وماري منيب وعبد الفتاح القصري وزوزو شكيب ومحمد شوقي وأستيفان روستي ومحمد الديب ومحمود لطفي وإسكندر منسى فهمي ونجوى سالم وأديب الطرابلسي عام 1962 ، وقدمها أسماعيل ياسين في فيلم عام 1953 مع شكري سرحان ونجاح سلام وأستيفان روستي وزينات صدقي وعبد الفتاح القصري ومن إخراج محمد عبد الجواد عرض في عرضه الأول بسينما لوكس التي كانت بالشارع وفي 1970 عرضت على هذا المسرح مسرح نجيب الريحاني مسرحية سنة مع الشغل اللذيذ ولم تكن هذه المسرحية من أعمال نجيب الريحاني وبديع خيري وأنما هي من تاليف السيد بدير وأحمد ثروت وإخراج السيد بدير وقام بالتمثيل فيها ابو بكر عزت وليلى طاهر وعدلي كاسب وإبراهيم سعفان وفاروق فلوكس وعلى الرغم من ذلك فقد نجحت نجاحاً ملحوظاً أستمر عرضها به لمدة موسمين أو عامين بالقاهرة والأسكندرية . ومنذ ذلك الوقت أضحت الفرق المسرحية الخاصة تستأجر المسرح لتعرض عليه أعمالها المسرحية الخاصة بها .ويمر بعد قليل إلى جانب سينما كريم فإذا هي قد بدت مهجورة متهالكة ، وكانت هذه السينما في اربعينات القرن العشرين عندما أنشئت تسمى فيمينا ، وكانت تعرض الأفلام الغربية ويقبل إليها غالباً جنود الجيش الإنجليزي لمشاهدة ما يعرض بها من أفلام . ثم تغير أسمها في السنينات إلى كابيتول فظلت تعمل لمدة سنوات ثم تعطلت فترة حتى أمتلكها في أوائل الثمانينات نقابة المهن السينمائية فكان بها قاعتان للعرض تعرضان الأفلام المصرية والغربية وكان أحياناً يستأجرها المخرج يوسف شاهين ليعرض أفلامه . ويسير بهذه الناحية من الشارع حتى الناصية التالية فيتطلع غلى الجانب المقابل منه فيرى فيه ما تغير مثلما تغير الكثير بوسط البلد ، فعلى تلك الضفة سينما كوزموس وإلى جانبها مسرح مصر ثم مسرح محمد فريد وكلها قد تبدلت فكان على تلك الناحية سينما تسمى لوكس وكانت تعرض بعض الأفلام المصرية قليلة الإنتاج في عرضها الأول ويلاصقها صالة الكورسال الصيفية التي تجهز في الشتاء كصالة لرياضة التزلج أو التزحلق أو ما يسمى بالفرنسية باتيناج وهي التي صور فيها مشهد من فيلم بنات اليوم لعبد الحليم حافظ يبدو فيه مع أمال فريد التي تحثه على التريض فيرفض لعدم إعجابه وممارسته هذه اللعبة ، ثم سينما الكورسال ، ثم سينما الكورسال وكانت من الدرجة الأولى التي تعرض الأفلام المصرية في عرضها الأول – أما على الضفة المقابلة فتبدو بعض المتاجر التجارية الصغيرة وقد كان مكانها من قبل سينما تسمى سينما القاهرة أنشئت في سبيعنات القرن العشرين وكانت تعرض الأفلام الهندية وأفلام الحركة الغربية التي كان يقبل على مشاهدتها من تستهويه هذه الأفلام . ويخطو قليلاً بهذا الجانب من الشارع إلى ناصية شارع الألفي وقد أزيل منه اللقب الذي كان ينسب إليه مثلما أزيلت تلك الألقاب ممن كانت تنسب إليهم فالألفي هو محمد بك الألفي الأمير المملوكي وآخر أمراء المماليك الذي أنهى عليهم محمد علي باشا في أوائل القرن التاسع عشر فيما يسمى بمذبحة القلعة . ويجتاز الناحية فينظر على البعد من الشارع إلى ملهى وكازينو شهر زاد ، وهو مسرح المنوعات الذي يعرض فقرات من الغناء والرقص والمونولوج والفكاهة وألعاب الحواة يعمل به الفنانون المغمورون الذين لم يحصلوا على الشهرة الفنية فهم غالباً من الهواة أو الذين يسعون إلى الشهرة أو يعملون رغبة في العمل وهو الملهى الليلي الذي أسسته الراقصة والمغنية فتحية محمود في أوائل أربعينات القرن العشرين وكانت تعمل قبل إنشائه بصالة بديعة مصابني تغني وترقص وتلقي المونولوجات ثم مثلت بعض الأفلام مثل فيلم بلبل أفندي مع فريد الأطرش مصباح عام 1948 . وكان الملهى يعمل به بعض الذين أشتهروا بعد ذلك مثل محمد عبد المطلب وشكوكو وثريا حلمي وسهير زكي وغيرهم ويسترج يوماً ذهب فيه إلى هذا المسرح وشاهد فيه أمرين مهمين يرتبطان بفنانين يعملان به مع أختلافهما ، أولهما هو أسماعيل ياسين الذي أضطر للعمل به عندما قلت عروضه السينمائية وأغلق مسرحه وتأثر وضعه المالي فأخذ يلقي عليه مونولوجاته أمام من يلهون ويشربون بعد أن كان الفنان الكوميدي الأول في مصر الذي قدم عدداً وافراً من الأفلام المشهورة التي أرتبطت به وأعجبت الجماهير فظل ينظر إليه وهو يغني فيشعر مع تقديره له بما يجتهد فيه في غنائه بالأشفاق عليه فقد أحس بباطنه مع ما يبثه من فكاهة في مونولوجاته بشئ من الأسى لم يستطع أن يخفيه ، أما الثاني فهو سيد سالم عازف الناي الذي كان يعزف مع فرقة أم كلثوم في حفلاتها فأتجه للعمل بالمسرح عازفاً يعزف على الناي مع فرقة مغمورة خلف راقصات الدرجة الثانية مثلما يطلق عليهن .
البقية في العدد القادم