بقلم: كلودين كرمة
حتى متى يقع على عاتق المرأة تحمل الكثير من المعاناة وتحمل المشقات و المسئولية المطلقة فى شتى المجالات.. وان حقت نجاحا فيرجعون ذلك الى الحظ او الظروف ، وان فشلت فهى بالتبعية غير مؤهلة وهذا ما كان مقدراً لها منذ البداية وتجابه الكثير من التهكم وتقع فريسة للانتقاض والملامة.
حتى متى سيظل تقدير المرأة من الغرباء وليس من ذويها..ولماذا ينظر الرجال الى النساء الأخريات بتقدير وإعجاب بينما يظهرون عدم التقدير الى بناتهم وأخواتهم وزوجاتهم..
مع ان البيوت تقوم على صبر النساء وتستقيم بقوة تحملهم واحتمالهم ومع ان المرأة اثبتت نجاحها فى كثير من الميادين إلا ان عقول معظم الرجال تحكم بغير انصاف ويحاولون دائما ايجاد نقاط ضعف يتسللون من خلالها محاولين هدم ما بداخلها من اعتزاز بالنفس وثقة وإصرار ويظنون بهذا انهم يحافظون على سيطرتهم وعلو مكانتهم..
ففى بلادنا لا يزال فكر “ سي سيد “ مسيطر على المجتمع ومن يتظاهر بالتمدين ففى نفسيته تكمن هذه الآفة…والرجل فى مجتمعاتنا لا يزال يملك الكثير من الامتيازات ويتمتع بالكثير من الحقوق ولا يقبل نقاشا وإذا فعل فمن باب التعاطف او اظهار نوع من الاشفاق على الجنس الاضعف و” جبر الخواطر “.
فإحساس المرأة المرهف وحدسها الصادق و قلبها الامين من مميزاتها التى تتمتع بها دون الرجل ونضيف الى ذلك رجاحة عقلها وشخصيتها المتميزة ونظرها الثاقب وإصرارها وإتقانها لأعمال متنوعة تفرضها عليها مسئولياتها كأم أو زوجة أو أخت أو ابنة او صديقة الى جانب كونها امرأة عاملة تبنى مستقبلها ؛ فإنها تحدث تغيرا جذريا فى العديد من المجالات وتغير الكثير من المفاهيم الخاطئة والحقائق المغلوطة وتحطم القيود التى فرضت عليها وتخرج عن المألوف بحذر ومهارة.
وبالرغم من تبؤ المرأة لأهم المناصب فى الدولة إلا انها مازلت تخضع لرأى الرجل فان قال نعم فهى النعم وان قال لا فهى الرفض النهائي ؛ وان خالفت ذلك المنهج يرفضها المجتمع ويعتبرها متمردة وخارجة عن العادات والتقاليد التى هى اساس المجتمع وعماده..بادعاء ان التقدم لا يعنى التمرد..ولكن فى حقيقة الأمر انه ليس تمرد ولكنه رفض مشروع لأفكار عقيمة تحد من الحرية و تنصر العنصرية وتكبت المواهب وتسيطر على العقول وتحجر على المشاعر.
ونقيس على ذلك النحو اكثر من احكام متهالكة اصبحت قيود تعيق تحقيق الاحلام وتعطل الانطلاق نحو مستقبل اكثر اشراقا وأجل شأنا ؛ فالمشكلة لا تكمن فقط بين الرجل والمرأة ..انما بين الحاكم والمحكوم فى مجلات العمل او السياسة فما نطالب به ونستميت من اجل الحصول عليه انما هو حق واجب فى مجتمعات اخرى ما يميزها عنا انها رفضت ان تضع الغلال فى الايدى البناءة و سمحت لها بالانطلاقة الخلاقة وقصر العقاب على الايدى الآثمة الهدامة ، ففتحت المجال امام كل العقول المستنيرة والايدى العاملة حتى تحقق الخير لها ولمجتمعها ، فالخير يجب ان يعم ومصلحة المجتمع لا تنفصل عن مصلحة الفرد وحتى يكون المجتمع ناجح فلا بد ان من يبنيه يكون مميزا ذو علم وشخصية متميزة وفكر مستنير ؛ فسمة المجتمع من سمة افراده والعكس صحيح.
فان منطق التضحية بالأقلية حتى تستفيد الاغلبية انما هو منطق تعسفى وفاشل ، لان من يخطط جيدا انما يسعى الى انجاح العملية بأكملها ليستفيد من نتاجها الكل ؛ هذا ان كان واضع الخطة انسان يعى معنى الحياة فى كرامة وعدالة ويتمتع بقدر من الذكاء الذى يحتمه عليه منصبه ومسئولياته .. وإلا سنظل نعانى من التفرقة والعنصرية والظلم والقهر ومدام المجتمع يعانى فلا ننتظر ان يكون مجتمع مرموق ذو مكانة تنحنى له الرؤوس تكريما واحتراما وإجلالا.