بقلم : خالد بكداش
مع بداية المؤامرة الكبيرة على الشرق الأوسط (( ثورات الربيع العربي المزعومة )) تناقل نشطاء السبوبة جملة تعلموها دون أن يفهموها.. الجملة تقول : حرية الرأي و التعبير . حرية الرأي أيها القراء الأعزاء جملة مفيدة أينما استعملناها فهي تأتي بمكانها المناسب .. لو أننا استعملنا حرية الرأي في البيت لكان جميع أفراد العائلة سعيدين و يسود جو السعادة منزلهم .. و لو أننا استعملنا حرية الرأي في المجالس لأخذ كل واحد دوره و تحققت الفائدة أكثر..أما لو أننا استعملناها في الشارع فهنا تكمن المشكلة .. فهؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم نشطاء حقوقيين ينادون بحرية الرأي دون أن يفهموا ماذا تعني .. و عندما تحاول نقل فكرة ما لهم فأنت أمام خيارين أما معهم أو ضدهم .. و بمجرد مخالفتك لرأيهم فأنت لست ضدهم فقط بل أنت عدوهم اللدود .. حرية الرأي يا سادة يا كرام تبدأ بمفهومها العميق من احترام رأي الآخرين .. و هذا أول مبدأ تستند عليه حرية الرأي و من دون فالميزان يكون قد اختل و لن نستطيع تطبيق مبدأ حرية الرأي والتعبير أبدا . المبدأ الثاني في تطبيق حرية الرأي والتعبير هو احترام مستوى الحديث و بما معناها عدم الخروج عن آداب السلوك و الحوار في طرح رأينا و عند الاستماع لرأي الآخرين.. كثيرة هي المبادئ الأساسية التي يجب تطبيقها في استعمال جملة حرية الرأي والتعبير.. لكنني لم أرى مبدأ واحد يتم تطبيقه من قبل بعض الإعلاميين الذين يخرجون على الشاشات ليصرخوا مطالبين بحرية الرأي و التعبير.. و كذلك الأمر لم استطع أن أرَ أي مبدأ لحرية الرأي و التعبير في طريقة تعامل نشطاء السبوبة بسبب تعنتهم الشديد ضد الحرية الحقيقة في إبداء الرأي والتعبير.. المشكلة الأكبر تكمن في وسائل التواصل الاجتماعي و خاصة تلك التي نواجهها مع الأصدقاء المتواجدين في صفحاتنا.. فحين تكتب رأيك في المساحة الحرة و المخصصة لك للتعبير عن رأيك يجب عليك أولا أن تعرف من هم أصدقاؤك و إلا ستنال نصيبك من الشتائم و الكلمات الجارحة و سيتم تصنيفك بحسب ما يرتأون.. معارض أو موالي أو كلمات أكثر سوء لا يمكن أن تكتب في مقال صحفي ..
العبرة من تطبيق حرية الرأي والتعبير هي أن نستمع بعناية و نحترم ما يقوله الآخرين و مثلما نريد أن يحترم غيرنا رأينا و يستمع إليه فعلينا بالمبادرة دائما من أنفسنا بتطبيق المبادئ الأساسية للحوار و أولها احترام رأي الآخر دون أن نقاطعه أو نحتج عليه خلال حديثه .. بل نستطيع التعبير عن رأينا عندما ينتهي الآخر من حديثه و هذا أحد أساسيات أدب الحديث و الحوار . يجب علينا أن نقوم بتطبيق هذه الأساسيات حتى نصل لنقطة نستطيع من خلالها إنشاء حوار متمدن حضاري يستفيد الجميع منه .