بقلم: فريد زمكحل
كنت أخطط للحديث عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة إلى واشنطن واللقاء التاريخي الناجح والعظيم بكل المقاييس الذي جمعه بالرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، إلا أنني قررت العدول عن ذلك، لا تقليلاً مني لما تم فيه من انجازات عظيمة سوف تحسب للرئيسين خاصة في ملف مواجهة الإرهاب والقضية الفلسطينية والوضع المتأزم للغاية في سوريا وليبيا واليمن وغيرهم من الدول.
أقول قررت العدول لثقتي التامة بأن هذا اللقاء لن يفلت بأي حالٍ من الأحوال من أقلام الزملاء الأعزاء سواء من العاملين في الرسالة أو العاملين في غيرها من الصحف المحلية الكندية أو الدولية الصادرة باللغة العربية أو بغيرها من اللغات، بعد أن شاهدت مقتل العديد من الأبرياء من جميع الأعمار وخاصة من الأطفال في ريف إدلب السوري، إثر استهداف مصنع لمرتزقة المعارضة بالقصف الجوي، وكان يحتوى على اسلحة كيماوية ممنوع استخدامها وتداولها دولياً، ما زاد من حجم الألم الذي اشعر به تجاه هذه الحرب الإجرامية المأسوية التي فرضت وقائعها الإدارة الإجرامية الأمريكية السابقة بقيادة الرئيس السابق أوباما ووزيرة خارجيته الشيطانة هيلاري كلينتون، وسط تغاضي غربي وتأييد شبه دولي ضم ومازال يضم بعض من الحكام العرب الخونة والعملاء الذين يمدون الفصائل الداعشية بالمال والسلاح والمعلومات الاستخبارتية المهمة عن الجيوش العربية التي تقاوم وتحارب من أجل تحرير الأرض والعرض في كل من سوريا والعراق وليبيا.
والأدهش أنهم يقتلون ويسرقون ويعتدون تحت راياتهم السوداء، وتحت شعاراتهم المعروفة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، والذي وصفهم وما زال يصفهم شيخ الأزهر بأنهم من الجماعات المؤمنة والمجاهدة من اجل نشر الإسلام ومبادئه السمحاء في ربوع المعمورة ، وهم يقتلون الأبرياء ويستهدفون كل من يخالفهم ويختلف معهم ومع أفكارهم السوداء، سواد قلوبهم وراياتهم الخرقاء التي شوهت الاسلام وحقرت من رقيق دعواه أمام تفجير المدنيين وذبح الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين في صورة غير مسبوقة اعادت العالم إلى عصور البربرية والهمجية، وأدت إلى تشريد مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء وسط صمت إسلامي رهيب يساهم في تثبيت الصورة وتشويه الإسلام أكثر فأكثر في جميع أنحاء العالم. والمدهش في الموضوع أن البعض ممن يدّعون بأنهم يمثلون الإسلام المعتدل لا يتحركون وكأنهم لا يؤمنون بما يدّعونه من اعتدال الاسلام ووسطيته الإسلام التي يتكلم عنهما بعض شيوخ الإسلام المستنرين ويرمهم بعض المتشددون بالكفر وعدم فهمهم لصحيح الإسلام الذي يدعو لقتل كل من لا يقول الشهادتين وكل من لا يؤمن بكتب الحديث والشرع والتفسير.
والسؤال هنا هل قتل الأبرياء من السُنة أو الشيعة أو من أي مذهب آخر أو عقيدة أخرى يخدم الإسلام ويرفع من شأنه؟
إذا كان هذا هو الفهم والاعتقاد سأكتفي بترديد جملة لخص بها قائلها حال الأمة العربية والإسلامية تقول « آه يا أمة ضحكت من جهلها الأمم». وحسبي الله ونعم الوكيل في كل من أراق دماء الأبرياء من المسلمين أو غير المسلمين بغير ذنب جنوه !!