بقلم: سناء سراج
أمينة وفتحي بغض النظر عن أن الأسماء لا تحمل أي رومنسيه مقارنة بزماننا ولكن تجد في حكاية أمينة وفتحي قصة حب وعطاء لا تجدها الا في زمن الحب الجميل الأصيل..
وعلى رأى الست عايزنا نرجع زي زمان قول للزمان ارجع يا زمان وهاتلي قلب لا داب ولا حب ولا انجرح ولا شاف حرااااااامان .
كان يعيش فتحي في بلدة صغيرة متفرعة من مدينة المنصورة مع شقيقه جميل الذي كان يكبره بعدة أعوام ، واختاه عطيات ودلال اخواته من آلام زينب ، التي تزوجت من محمد الذي ترك بلده بعد أن انفصل عن فاطمة تلك المرأة الجميلة البيضاء ذات العيون الزرقاء والشعر الاصفر والتي تشبه الاجانب وتركها مع ابنته الوحيدة قدرية التي كانت تمثل لفاطمة الحياة بكل ما فيها وكانت فاطمة قوية وصلبة عندما استحالت الحياة مع محمد قررت الانفصال وأخذت ابنتها ورحلت الي العاصمة الصاخبة وبدأت رحلة الشقاء والحب .
وسافر محمد الي المنصورة للبحث عن لقمة العيش حيث كان يتاجر في الاقمشة ويجوب المحافظات بحثا عن رزقه، وكان ذلك في حقبة العشرينات من القرن التاسع عشر وقابل محمد زينب تلك السيدة ذات البشرة السمراء قصيرة القامة والتي لا تشبه حبيبته وزوجته وأم ابنته الوحيدة ، وتزوجها ومعها ابنتاها عطيات الأخت الكبرى والتي تشبه امها مع فارق انها طويلة ، و الابنة الصغرى لزينب دلال البيضاء الجميلة التي تزوجت قبل اختها السمراء وعاشت مع زوجها فى طنطا .
ومات محمد بعد أن أنجب من زينب ولديه جميل وهو حقا كان جميلا يشبه أباه ، وفتحي الذي كان يشبه امه مع فارق أنه ذات بشرة قمحية .
وكبر الشباب وصادف فتحي ذات السبع عشر عاما أمينة التي كانت تعيش في بلدة صغيرة قريبة من بلدة فتحي واعجب فتحي بأمينة الفتاة الضئيلة الحجم ذات الشعر الاسود الناعم الطويل والمنسدل وراء ظهرها وعينيها الواسعتين وجمع الحب بينهما ، وتزوجا وشد الرحال إلى القاهرة وذهب فتحي لتأدية الخدمة العسكرية التي قضى فيها عدة سنوات وذلك قبل انتصارات أكتوبر ١٩٧٣ حيث كان يقضي المجند فترة تجنيد غير محددة المدة في تلك الحقبة من الزمن .
وعاش فتحي وامينة سنوات ولم يرزقهم الله أطفال وبدأ فتحي في التذمر من حياته لأنه يريد أن يكون له ولد يحمل اسمه ويكون إمتداد له ، ورغم عشق أمينة له لدرجة أنها شغلت بالخيوط اغنية يامسهرني علي ثوب ابيض من القماش يسمي داير السرير وهذا الداير كان عبارة عن عدة أمتار من القماش الأبيض يلتف حول عمدان السرير الذي كان يصنع من الحديد ومن جماليات البيوت يلف القماش هذا اعلي العمدان الأربعة وهي أركان السرير بهذا المفرش الأبيض.
ومن كثرة حبها لفتحي شغلت بالخيوط الملونة هذه الأمتار من القماش حبا وعشقا لزوجها ، علي الرغم انها لا تجيد القراءة او الكتابة فقد جعلت ابن خالتها يكتب لها علي هذا القماش اغنية يامسهرني لترسمها بتلك الخيوط والذي في النهاية ضحى بها فتحي وبحبها من أجل الرغبة في الزواج بأخرى ليكون لدية اولاد ،.
وطلقت أمينة وعادت مكسورة مجروحة الي بلدتها القديمة في الريف تجتر مرارة القسوة والخيبة لشيء ليس بيدها ولكنه أمر الله ( فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز يخلق من يشاء عقيما ) .
وكانت هذه حكاية غنوة يامسهرني التي كانت تغنيها أمينة دائما لفتحي عند عودته من الجيش لتعبر عن جفاء النوم لعيونها في غيابه عنها
واترككم مع ذكريات يامسهرني..
ماخطرتش على بالك يوم تسأل عني
وعنيا مجافيها النوم يا مسهرني
دانا قلبي بيسألني إيه غير أحواله
ويقول لى بقى يعنى ما خطرتش على باله
أمال غلاوة حبك فين وفين حنان قلبه عليا
وفين حلاوة قربك فين فين الوداد والحنية
يا نسيني وانت على بالي وخيالك ما يفارق عيني
ريحني واعطف على حالي وارحمني من كتر ظنوني
لا عينيا بيهواها النوم ولا باخطر على بالك يوم
اسأل عني يامسهرني .