بقلم: شريف رفعت
سألت زوجتي “أين جريدة اليوم؟”
ترد ردها المـُـتـَـوَقعْ “عندك”
أعاود السؤال “عندي فين”
ترد “فوق”
أأخذ نفسا عميقا و أعاود السؤال “فوق فين”
ترد “في الحجرة”
و لأن عندنا أربع حجرات فوق أسألها مرّة أخرى “أي حجرة”
ترد كما لو كان قد نفذ صبرها من غبائي “حجرة الوَلَد”
و لأن عندنا ثلاثة أولاد أسألها “أي ولد”
ترد بنرفزة “المقصوفة رقبته”
أكاد أختنق من عبثية الحوار لأن أولادنا كلهم ـ في نظري ـ مقاصيف الرقبة، أسأل للمرة الأخيرة “أي من أولادنا مقصوف الرقبة”.
ترد بلهجة تقريرية “اللي مغلبني في عيشتي”
لا أستطيع تحمل لا معقولية النقاش فأندفع إلى النافذة المفتوحة و ألقي بنفسي.
لسوء حظي النافذة ليست بالعلو الكافي فأسقط ، تنكسر قدمي فقط،
أرقد في المستشفي و على قدمي جبيرة و أنا ممنوع من الحركة، تحضر زوجتي لزيارتي ومعها جريدة اليوم.