بقلم: خالد بنيصغي
يتتبع الرأي العام الفرنسي والمغاربي بالخصوص نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية باهتمام بالغ ، وذلك لارتباطها بالتقلبات السياسية التي تتغير بتغير توجهات الأحزاب الفرنسية أوغيرها في العالم بأسره .
المهاجرون المغاربيين بالخصوص يتابعون الأحداث واضعين أيديهم على قلوبهم خشية أن تفوز “ لوبان “ مرشحة اليمين المتطرف ، فيما كانت الدعوة عامة إلى توحيد الرأي و( الصوت ) من أجل فوز المرشح “ ماكرون “ المعتدل ..
ويخشى المهاجرون العرب بصفة عامة والمسلمون بصفة خاصة من فوز “ لوبان “ لكراهيتها للإسلام والمسلمين ، نتيجة بعض الأعمال الإرهابية التي قام بها البعض منهم في الآونة الأخيرة، وهو السبب الكافي لتشريع قوانين جديدة تمس حياة المسلمين العرب في فرنسا ..
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل ستختفي هذه الكراهية وهذا الحقد إذا لم تنجح “ لوبان “ .. ؟؟
أعتقد أن الأمر أدهى من ذلك ، لأن المشكل لا يكمن في شخص واحد ، بل يكمن في التعبير عنه بنصف المجتمع الفرنسي وللأسف ، هذا إذا نحن سلَّمْنا بهزيمة “ لوبان “ المتطرفة وفوز “ ماكرون “ المعتدل ..
لأن أرقام الدور الأول تدل على أن الفارق ضئيل جدا بين الإثنيْن ..
مما يبقي على حظوظ كلٍّ منهما في الفوز برئاسة الجمهورية الفرنسية ، وقد اعتدنا أن نرى الفرق ضئيل جدا ، مما يؤكد أنه وحتى في حالة انهزام “ لوبان “ فإن التطرف الفرنسي والأوربي قادم ، فقط هو يتأجل لسنوات قليلة ، لأن تنامي التطرف الأوربي أصبح أمرا واقعاً ، مما يجعل المهاجرين المغاربيين وغيرهم عرضة للمعاناة النفسية والمادية كلما تأكد فوز هذا اليمين المتطرف سواء في فرنسا أو غيرها .
لذلك يجب البحث عن حلول جذرية بدل هذه الحلول الترقيعية كمحاولة إفشال الأحزاب اليمينية المتطرفة بالتصويت الذي سيفقد ذات مرة تأثيره أمام الأصوات الكثيرة التي يمثلها أهل البلد في فرنسا أو أوربا ..
نريد أن يصنع العرب المسلمون الهمة والكرامة الذاتية دون خوف من هذه التقلبات السياسية التي لا يجدون إلا أن يضعوا أيديهم على قلوبهم ينتظرون مرور العاصفة ..