بقلم: عادل عطية
كانت الساعة السابعة من صباح اليوم الأول من العطلة الاسبوعية، عندما أردت التمشّي بمفردي على شاطيء البحر.
ما ان خرجت من بوّابة البناية، حتى صدمتني بقعة من الطين، حدثت من جراء أعمال حفر بالأمس، لتصليح ماسورة مياة كانت مكسورة.
ووجدتني مضطراً للانغماس فيها، حتى أعبرها إلى طريقي، ومن ثم إلى الشاطيء.
كانت الزرقة المتسعة من فوقي، تحتضن النور، والطيور، وبساطات من السحب البيضاء الجميلة.
وكان البحر قد نفّض عن نفسه رداء الليل، ويكاد يصافحني بزرقته الرحبة.
سرت على الشاطيء الممتد حيث الرغبة، معتقداً انني فعلاً بمفردي، ولكن أين المهرب من الذكريات بحلوها ومرها، ومن الأحلام الجريئة التي تتجه صوب الشمس، وتقاوم بشراسة حالات التبخر.
لم أحسب المسافة ولا الوقت، فقط قررت العودة أدراجي على ذات المسار.ولا أعرف وقتها، لماذا تنبهت إلى أن آثار أقدامي، قد محتها الأمواج، وهي تنحسر عن الرمال. وهذا جعلني أتلفت خلفي لأشاهد كيف تفعل الأمواج ذلك.
وصعدت إلى الطريق العام، متجهاً إلى بيتي.
ويبدو انني أصبت بمتلازمة الاهتمام بآثار قدميّ، التي أصبحت، على الطريق المرصوف، مجرد ظلال، تظهر وتختفي، كلما مررت بالبنايات العاليات، والبنايات المنخفضة.
أخيراً، اقتربت من بوابة البناية. كان الطين قد جفّ، بينما آثار أقدامي، كانت محفورة بعناية.