بقلم: د. خالد التوزاني
من بين أهم السّمات التي طبعت هوية المغاربة على امتداد التاريخ، يبرز ملمحان، هما الارتباط بالأرض والدفاع عن الحرية، وهما الملمحان اللذان أطلق عليهما عميد الأدب المغربي عباس الجراري، مصطلحي الواقعية والالتزام، وذلك في تصديره لكتاب: شعر الجهاد في الأدب المغربي، لمؤلفه مؤرخ المملكة المغربية عبد الحق المريني.
تعني الواقعية في الفكر المغربي ميل الإنسان إلى الواقع وارتباطه بالحياة الاجتماعية في أبعادها التواصلية بعيداً عن كل انعزال أو انغلاق أو إقصاء للآخر، بل كان كل مغربي حيثما وجد في الأرياف والقرى أو المدن الصغيرة والكبيرة، يمثل صدى هذا الواقع؛ يتفاعل معه فيبني الوطن ويحميه ويدافع عنه، ولم يعتبِر المغاربة هذا الارتباط بالواقع حدثا ظرفيا مؤقتا يرتبط بطرد المحتل أو التعبير عن التعلق بالأرض والأصول، بل عدوه واجبا وطنيا مقدسا ودائما، حتى إن كثيراً منهم فضلوا الشهادة عوض الاستسلام لقهر المحتل، وفضلوا الموت في معارك القتال عوض الرضوخ للاحتلال. فكان ذلك التزاماً منهم بقيم الحرية والدفاع عن استقلال الوطن عن كل تبعية، وهذه الخصوصية التي طبعت الشخصية المغربية، جعلت الاستعمار أولاً يدخل المغرب في وقت متأخر، وثانياً، يدخل تحت اسم الحماية وبذريعة مساعدة المغاربة على تنظيم شؤونهم في فترات الضعف والفتن أو السيبة حسب المصطلح الشائع في بعض الدراسات التاريخية والاجتماعية، وثالثاً، لم يبق الاستعمار على أرض المغرب طويلاً، إذ سرعان ما خرج ذليلاً حقيراً، لكون المغاربة لم يستسيغوا وجوده في أرضهم، على الرغم من محاولاته لتعزيز البنية التحية للبلاد كإنشاء الطرق والمستشفيات وتوسيع المدن وبناء المعامل وتحديث وسائل الإنتاج في الفلاحة والصناعة والخدمات.. كما تشهد على ذلك جملة الآثار المتبقية من مخلفات العهد الاستعماري في المغرب، وخاصة في الجانب المادي المرتبط بالبنية التحية، أما الجانب اللامادي فكانت له آثار سلبية على المغرب لأن الاستعمار زرع كثيراً من العادات والأفكار التي لم تكن تنسجم مع الهوية الدينية للمغاربة وكانت وصمة عار في جبين المغاربة الذين عُرفوا بالصلاح والعفة والتواضع والإخلاص في العمل والتضحية والإيثار.. وهي القيم التي سنجد أن القوى الاستعمارية في المغرب كانت يعملُ بالليل والنهار من أجل هدم هذه القيم البانية للأمم، فكان المستعمر ينشر الأخلاق الفاسدة، ويتهم المغاربة بالفساد، ويسلط الأضواء على المظاهر السلبية ويُعمّمها، في حين كانت هناك مظاهر جلال وجمال في السلوك المغربي وفي عيش المغاربة من الرقي والازدهار والحضارة والأدب والأخلاق ما لم يعترف به الاستعمار، وعمل على طمسه وتزييفه وتشويهه، ومن ذلك تشويه صورة أبطاله من الرجال والنساء، الشرفاء بمعنى الوفاء للوطن وقيمه، والإخلاص لتاريخ الأمة المغربية بما هو تاريخ شرف وعلم وصلاح، كما تمظهر في علماء وصلحاء وملوك وسلاطين الدولة المغربية منذ تأسيسها في صيغتها الحالية قبل اثني عشر قرناً دشنها دخول الشريف المولى إدريس إلى المغرب وإنشائه أول دولة إسلامية في أقصى المغرب والتي كانت لها الامتدادات الجغرافية التي يعرفها الجميع في الأندلس وإفريقيا جنوبي الصحراء.
ضمن هذا السياق يجب أن نقرأ مواقف بعض الرجال الأبطال، من المغاربة الذين حملوا على عاتقهم مقاومة كل تدخل أجنبي، ورفعوا راية الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله، وأن الأرض المغربية للمغاربة، لا لغيرهم من الغزاة المحتلين، مهما كانت ديانتهم أو شريعتهم وطريقتهم، حقّا أو باطلاً، فقد رفض المغاربة الاحتلال العثماني وقاوموا دخوله للمغرب، وهي إمبراطورية إسلامية تدين بما يدين به المغاربة من قيم إسلامية وأخلاقية سامية، فكيف بالاحتلال الأوروبي وهي ثقافة أخرى بعيدة عن الهوية الإسلامية وقيم وعادات المغاربة، ولذلك شكّل الدفاع عن الأرض وعن قيم الحرية أحد أبرز السمات العامة التي ميزت الهوية المغربية ومنها تفرعت باقي السمات الأخرى.
ومن رجالات المغرب ونماذجه التاريخية التي لا ينساها، لأن حياتها سطرت واقعاً من الكفاح ومن العطاء والعمل في خدمة الواقع المغربي، يأتي الشهيد الشريف محمد أمزيان، بطلاً من أبطال المقاومة في مرحلة عرفت تكالب الدول الأوروبية على أرض المغرب ونهش حدوده والتآمر عليه، قبل أن تنقض عليه عام 1912 لتبدأ مرحلة الاستعمار الرسمي، ولو تحت مسمى الحماية.
هذه السنة 1912، لم تشكل فقط بداية الاستعمار، في المغرب، كما لم تشكل بداية المقاومة، وإنما هي سنة استشهد فيها رجال من رجالات المغرب الذين كانوا يقفون بالمرصاد لمحاولات دخول المستعمر أرض المغرب، فلما ماتوا في معارك القتال، فترت المقاومة وسهُل على الفرنسيين دخول بعض المناطق، في عام 1912، لتبدأ فترة مقاومة جديدة لها أبطال آخرين أتوا بعد هؤلاء المجاهدين الأوائل، ومنهم هذا الشهيد البطل الذي نستعيد اليوم ذكراه، وهو الشريف محمد أمزيان.
تشير أغلب المصادر التاريخية والروايات الشفهية إلى أن الشريف محمد أمزيان ولد سنة 1859 بالريف، وبالضبط في قبيلة بني بويفرور ” أزغنغان”، حيث نشأ وترعرع فيها ثم حفظ القران الكريم على عادة المغاربة، في زاوية والده بـ ازغنغان، ولما اشتد عوده اختار التجارة، فقد كان يبيع ويشتري الماشية والأبقار وغيرها، حيث يجلبها من الجزائر إلى الريف، وقد اشتهر بشجاعته وقوته البدنية التي أهلته لمساعدة التجار والرّحل في تنقلاتهم، فقد كان قطاع الطرق يخافونه ويهابونه، لقوته وسلطته، وكانت له مكانة اجتماعية عالية نظراً لشرفه وسمعته الطيبة، وأخلاقه الكريمة في الأوساط المغربية والجزائرية، فكان بذلك القدوة والمثل الأعلى، ما جعلهم ينضمون إلى صفوف المقاومة والجهاد تحت قيادته، على الرغم من الخلافات التي كانت عادة بين بعض القبائل إلا أن الشريف محمد أمزيان استطاع محو هذه الفوارق وتوحيد القبائل.
بعد احتلال الإسبان لمنطقة أزغنغان في الريف المغربي، وشيدوا أول ثكنة عسكرية لجيشهم تتسع لنحو أربعة آلاف جندي، وتم احتلال منطقة سلوان وباقي المناطق المجاور، قرر المُجاهد الامازيغي الشريف محمد أمزيان مقاومة المشروع الاستعماري الإسباني في بلاد الريف.
في البداية وقع في اصطدام كبير مع جنود المتمرد بوحمارة الجيلالي الزرهوني، فدخل الشريف أمزيان مع هذا الاخير في عدة مواجهات ومعارك، وللإشارة فإن بوحمارة كان يستمد قوته وأسلحته من الإسبان ومن فرنسا، لكن لم ينفعه ذلك بعد الاجتماع الذي عقد بين زعماء قبائل الريف الشرقي، بهدف محاربة بوحمارة ، والتفافهم حول الشريف محمد أمزيان، وتأتي في مقدمة هذه القبائل تمسمان، بني وليشك، بني توزين، تفرسيت، بني سعيد، بني سيدال وبني بويفرو، وغيرها من القبائل المغربية في الشمال، والذين شاركوا في الزحف على مركز بوحمارة في قلعة سلوان ليغادر بعدها بوحمارة الريف الشرقي ذليلاً حقيراً بمعية جيشه موالياً وجهه شطر تازة ونواحيها التي كانت لا زالت متمسكة بطاعته.
ثم في 27 يونيو من سنة 1909 اتفق زعماء قبائل الريف على منع الإسبان من استمرارهم في إنشاء طريق السكة الحديدية التي تربط بين جبال وكسان و إحرشاون ومدينة مليلية المحتلة.
وبالضبط في يوم الجمعة 09 يوليوز من سنة 1909، أصدر زعيم المجاهدين الشريف محمد أمزيان أوامره بالهجوم على العمال الإسبان الذين كانوا يشيدون الجسور والسكة الحديدية، وهذه أول معركة دخل فيها محمد أمزيان مع الإسبان.
واستمرت المعارك إلى غاية 27 يوليوز من نفس السنة وسمية المعركة بـ وادي الذيب ” إغزار نوُوشن “، وهي من أشهر المعارك التي خاضها الشريف أمزيان، وقتل فيها الجنرال الإسباني “بنيتو” الذي عينته الحكومة الإسبانية للقضاء على بطل الريف ورفاقه وإفشال المقاومة بالريف التي كانت عائقا أمام المشروع الاوروبي الاستعماري.
وانهزم الإسبان في تلك المعركة العنيفة شر هزيمة، في معركة حاسمة حملت اسم موقعها “إغزار نووشن” وخلفت خسائر فادحة في العتاد، كما قتل فيها المئات من الجنود الإسبان، بينما استشهد البعض من المجاهدين المغاربة الذين كانوا مع الشريف أمزيان، وهم عند الله أحياء، فقد استشهدوا في الجهاد ضد المحتل الغاشم وفي حماية أرضهم وشرف أهلهم.
ثم تلت معركة وادي الذيب ببني انصار، معركة إجذياون بقبيلة بني شكار التي تقدم إليها الإسبان من مليلية في 20 شتنبر 1909 بجيش يزيد عدده عن أربعة آلاف جندي وضابط تحت قيادة الجنرال “الفاو” والجنرال “طوبار” والجنرال “مراليس” لكن الشريف محمد أمزيان ورفاقه، كانوا في الموعد واعترضوا طريق العدو، وتشير إحدى الروايات أن عدد المجاهدين الذين كانوا مع محمد أمزيان لم يتجاوزوا 1500 مجاهد، والتحم الريفيون مع الإسبان هناك في ملحمة عظيمة، فانهزم الإسبان للمرة الثانية أمام رجال الشريف أمزيان، وغنم المجاهدون أسلحة كثيرة وصاروا يقتلونهم بها.
وألحقت بإسبانيا أضرار وخسائر فادحة على مستوى العدة والعتاد، وسقط عدد كبير من القتلى والجرحى من بينهم الجنرال “مراليس”.
هذا بالإضافة إلى مجموعة من المعارك التي قادها البطل الريفي الامازيغي في هذه الفترة المحاصرة وألحق خسائر فادحة بالجيش الإسباني رغم عزها وجلال قدرها، استطاع هذا الأخير استرجاع عدة مناطق التي احتلها الإسبان أثناء حملتهم العسكرية التوسعية بالريف.
وفي 14 ماي 1912 خرج الشريف أمزيان برفقة عدد كبير من المجاهدين قاصدا منزل فرقة الحياذا من قبيلة بني سيدال، وفي طريقه انتهى إلى مسجد في إحدى المداشر المجاورة، وكان ذلك المدشر تحت النفوذ الإسباني. فقرر الشريف محمد أمزيان ورفاقه أن يقضوا الليلة في المسجد حتى الصباح الباكر، قبل الاستمرار في طريقهم، لكن الجواسيس الذين خصصوا لمراقبة الشريف قاموا بدورهم وأخبروا من يهمهم الامر بمكان تواجد المجاهدين، فحاصر الإسبان ذلك المسجد وتلك المنطقة بصفة عامة، فلما علم الشريف بذلك قال لأصحابه: “ كل من يرغب منكم في الحياة فليتسلل تحت جناح الظلام، أما أنا فلا حاجة لي في الدنيا بعد هذا اليوم”، فتوضأ وصلى الفجر ثم خرج وشرع هو ومن بقي معه في القتال، وإطلاق النار على العدو، حتى استشهد برصاص الإسبان فجر يوم 15 ماي 1912 في عزة وشموخ وكبرياء، خلّد التاريخ ذكراه بمداد من الفخر والاعتزاز، لأنه ضرب أروع الأمثال والنماذج في الدفاع عن الأرض التي أنجبته والتي يحبها، وفي الدفاع عن الحرية وعن الهوية المغربية في أسمى تجلياتها.
وقد دفن الشريف محمد أمزيان في مقبرة جده السيد أحمد بن عبد السلام بمدينة أزغنغان إقليم الناضور. واستمر حزن المغاربة قاطبة، وخاصة أهل الريف على فراق هذا المجاهد الشهم، وتراجع صفوف المقاومة في الريف على جل المستويات، إلى أن ظهر القائد المجاهد عبد الكريم الخطابي وابنه محمد بن عبد الكريم الخطابي لتتجدد ملاحم البطولة المغربية مرة أخرى وتبدأ المقاومة المسلحة ضد الاستعمار في سبيل انتزاع الحرية وحماية الأرض من الدخلاء.
إن الارتباط بالأرض والدفاع عن الحرية وقيم الكرامة، سمة من سمات الهوية المغربية الأصيلة، منبعه الحب الصادق للوطن، وهذا الحب علامة الإيمان، فالدين لا يستقيم دون وطن حر وعيش كريم، لأن المغاربة استمدوا هذه القيم السامية من السيرة النبوية، ذلك أن أول ما فعله رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة إلى المدينة هو تأسيس مسجد قباء، الوطن أولا: المدينة، ثم الدين ثانيا: المسجد، كما قال تعالى في سورة التوبة: (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) فالرجولة تحمل معاني الطهارة بكل دلالاتها المادية والمعنوية. ومنها طهارة الوطن من كل مستعمر غاشم وجبان، لأن البطولة لم تكن تعني الاعتداء على ممتلكات الغير والدخول عنوة لأراضيهم وسلب خيراتهم. وهكذا حُقّ للمغاربة أن يدافعوا عن أرضهم بكل ما لديهم من قوة وصبر وعزيمة ويقين في أن الله ينصر المظلوم ولو بعد حين.
لم يكن حب البلاد قولا باللسان أو إنشادا للقصائد الوطنية فحسب أو إحياء الذكريات وسرد قصص الأبطال من المجاهدين، بل إن حب البلاد بذل للدماء والتضحية في سبيل رفعة الوطن. أي كما يقال الوطنية تكون في الميدان: في الدفاع عن المغرب باللسان والسنان، والتعبير عن فخر الانتماء بالعمل الجاد في خدمة الصالح العام، تضحية وإيثاراً، بذلاً بلا انتظار مقابل أو شكر أو جزاء، لأن الوطن ليس حفنة تراب أو منصب أو مكانة اجتماعية بقدر ما هو إحساس بالهوية وبالمرجعية التي تحقق للمرء ذلك الثبات النفسي العميق، وذلك الاستقرار، فيكون إنساناً سوياً، وهذا ما يُفسر ارتباط المغاربة بأرضهم ولو كانوا في المهجر، بل ولو ولدوا في أرض الغربة، هناك دائماً تعلقّ بالأصول وشوق للوصول إلى أرض الأجداد؛ مغرب الأمجاد، وهذا الارتباط بالأرض هو ما جعل مقاومة المغاربة للمحتل تبدأ حتى قبل الاحتلال، كما يظهر ذلك جلياً في مسار البطل المغربي المُجاهد الشريف محمد أمزيان، والذي يخلد المغاربة هذا الشهر ذكراه.
وخير ما نختم به هذا المقال، ما قاله الشاعر في حب البلاد:
بالحـبِّ فـاض القلب للأوطــانِ حـب البلاد علامة الإيمـــــان
يا مغرباً فخر الزمـان بليلـــــه ونهاره في أدكــــــن الألـوان
يا عاشق الأوطان ليس هيامها بتحيـــة أو قولــــــة بلســـان
لكنــه بــــذل الدمـــاء لأجلــها وتكاشف الإســـرار بالإعـلان
لقد أبدع المغاربة أروع صور الوفاء للوطن ولحامي الوطن، نظروا بعين التعظيم لكل بطل مجاهد في سبيل عزة بلدهم، وسبيل الرقي بأرضهم، فلم ينسوا الأبطال المجاهدين، ووقفوا صفاً واحداً وراء ملكهم لأنه رمز وحدة هذا الوطن وعز الإسلام، فتربطهم بالملك بيعة شرعية، لها أصول دينية عميقة تستمد شرعيتها من الهدي النبوي في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( مَن مات وليس في عنقه بيعة ماتَ ميتةَ الجاهليَّة ) وهو الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه، فكان ذلك أحد أسرار هذا الالتحام بين المغاربة والعرش، ويضاف إلى ذلك أن الملك أول المجاهدين ضد المحتل و أول المقاومين ضد الاستعمار، فهو رمز النضال المقدس.
يقول شاعر الحمراء محمد بن إبراهيم المراكشي يقول:
الحبُّ والإخلاصُ ملءُ فؤادِنا لأميرنا ومليكنــــا المحبُـــــوب
إخلاصُنا للعرش شيءٌ واجبٌ هذا قضاء الواجب المطلـــــوب
سبحانَ من وضع البلاد بكَفِّهِ وأحاطَـــــهُ مــن أهلــها بقُلُــوب
فأصار منه الجسمَ قلبا نابضا وقلوبُنا كالجِسْــــمِ في التحجيبِ
ملكٌ تربَّعَ فــوق عرش قلوبنا قبل العُروجِ لعَرشِهِ المنصُـــوب