انتقدت الدكتورة أماني عصفور رئيس مجلس أعمال دول الكوميسا تقصير رجال الأعمال المصريين في اهتمامهم بالسوق الأفريقية التي تعد من أكبر الأسواق في العالم حيث تضم نحو سدس سكان العالم ومع ذلك يغيب اهتمام رجال الأعمال المصريين عنها.
وقالت رئيس مجلس أعمال الكوميسا- في تصريحات على هامش منتدى التجارة والاستثمار في أفريقيا المنعقد حاليا بشرم الشيخ – إن انضمام مصر لتكتل الكوميسا يتيح للمنتجات المصرية الوصول لأغلب الأسواق الأفريقية دون جمارك وبتيسييرات كبيرة ما سيزيد من تنافسيتها.
وأضافت أن غياب رجال الأعمال المصريين عن القارة الأفريقية فتح المجال أمام المستثمرين الصينيين والأتراك أيضا حاليا اللذين بدأوا في التوغل داخل القارة الأفريقية وباتت المنتجات الصينية والتركية هى الأكثر انتشارا في السوق الأفريقية.
وأشارت إلى أن التعداد السكاني لدول تجمع الكوميسا يصل إلى 500 مليون نسمة ويصل الناتج المحلي لها إلى نحو 3ر1 تريليون دولار تعادل 54 % من الناتج المحلي الأفريقي،ولا يجب على القطاع الخاص المصري ورجال الأعمال والمستثمرين المصريين الاستمرار في تجاهل هذه السوق الضخمة.
ونوهت إلى عدم استفادة رجال الأعمال المصريين من بنك الكوميسا، مقره نيروبي، في الحصول على عمليات تمويل لتصدير منتجاتهم للسوق الأفريقية .. مشيرة إلى أن أغلب تمويلات البنك تذهب لرجال أعمال أفارقة وأخرين في حين أن البنك لم يسجل إلا عميلين اثنين فقط من مصر وهو أمر مؤسف يجب إعادة النظر فيه.
ولفتت إلى أن أفريقيا ليست قارة فقيرة، بل العكس هناك الكثير من الدول الأفريقية تستورد منتجات من أسواق كبرى مثل دبي ويمكن أن تكون هذه المنتجات مصرية لكن غياب الترويج والتواصل والتواجد المصري يجعل السوق الأفريقية لا تعرف المنتجات المصرية.
وأوضحت أن إجمالي تجارة مصر مع دول الكوميسا لا تتجاوز 5ر3 مليار دولار منها صادرات مصرية بقيمة 7ر2 مليار دولار و800 مليون دولار واردات،مشيرة إلى أن السودان وليبيا تستحوذان وحدهما على 5ر1 مليار دولار من صادرات مصر بينما الدول ال(16) الأخرى لا تتعدى صادرات مصر لها سوى 2ر1 مليار دولار فقط في حين يشكو المصدرون المصريون من عدم وجود أسواق للتصدير.
وأكدت الدكتورة أماني عصفور أن منتدى التجارة والاستثمار في أفريقيا بشرم الشيخ يعد فرصة مهمة لمناقشة التحديات التي تواجه نشاط التجارة البينية والاستثمار المتبادل في دول القارة خاصة دول تجمع الكوميسا.
وقالت إن ملفات البنية التحتية والطرق والنقل البري والنهري والبنية التحتية التكنولوجية وسهولة انتقال الخدمات المالية والتمويل واللوجستيات وسهولة نفاذ المنتجات الزراعية والسياحية من أهم القضايا التي سيتم مناقشتها خلال المنتدى بين الزعماء والمسئولين الأفارقة.