شعر: لؤلؤة أبو رمضان
أغدقتْ بصمتِها وبِعبقِها
وتذكرتْ
ثم قالتْ : أتذْكُرُ رسالتي إليكَ
حروفٌ مُضطربةٌ
مغامرةٌ
مُشتاقة
أتذكرُ
خِلتُها رسالةَ أُمٍ
إلى وطنٍ مسلوب
إلى حبيبٍ تائهٍ
وبعيدٍ بعيد
كانتْ مِنك
وإليك
كانتْ
كلماتٌ احتوتني
بنسيجها الشَّفاف
احتوتني وبعثرتني
بعثرتني
صَدَاها
مَازال متربعاً
مُتسلسلاً مُتغلغلاُ
صَدًاها
نُقاطها تبحثُ عنكَ
تسألُ عنكَ
قد تنجرفُ هي
ولاتُبَالي لاتبالي
وَقتَها لم تُعلق
لم تُهرولْ
تركتَها هكذا
هائمةً في بلاد الله
هائمةً سائحة
رسمتُها لكَ وحدك
وكانتْ هي ريشتي
حفرتُها غرستُها
وبحثيثها
شعرتُ بها
همساتُها الحلوة
ألوانها الحلوة
شعرتُ بها
تنسابُ عليكَ وإليك
مع كلِّ كسرةٍ
أو ضمة وسكون
تنسابُ وتنساب
أزاحتني
وزَعزعتني
من حيثُ أدري ولا أدري
أزاحتني
تقاسمتُ -نفسي بنفسي
جزءً كبيراً لكَ
وأجزاءً أخرى لهم
لكن ما أعرفه
أنكَ بقيتَ
تَغرقُ وتغرق مثلي
تَخيطُ معها
ألحانك الشّاردة
وتَخيط
تثبتُ عرواتها المتزعزة
تثبتْ
تحيكها لي
وترتقُ حواشيها لي
وتصرخ
منمنماتٌ كانتْ
كسطوركَ كانتْ
مبعثرة كانتْ
ومازالتْ
مِ ن ي
إ ل ي كِ
جمعتَها لأسكنَ
وأرتاح
وأذوبُ وأذوبُ
وأذوبُ
وأهمسُ
(مِني إليك)