بقلم: تيماء الجيوش
اشكر كندة و أسرة جريدة الرسالة بمنحي المساحة هذه للمرة الثانية ضيفة منكم، لكم وعليكم.
سيدة سورية- كندية أنيقة الكلام وضعت الْيَوْمَ على صفحتها في الفيس بوك ما يلي : «صباح الفل للأصحاب … للأحباب … للقريبين … والبعيدين
معزومين على فنجان قهوة في بيتي ومع … فُلتي…
هذه الفُلة التي ظننتها ماتت من البرد… ولكن بالمحبة والاعتناء والغناء عاشت وأعطتني اجمل الزهر
انشاء الله تكون كل فروعها والتي هديتها للأصحاب أعطتكم زهر كزهرها ، صباحكم فل كفُلتي … ببياضه … ونقائه … ورائحته الذكية.»
استوقفتني كثيراً هذه الكلمات لأنها عكست كرماً و فرحاً و مثابرة كم نحتاج مثله لنبدأ يومنا و لسببٍ شخصي أيضاً حيث ارتبطت الفلة دوماً بأمي التي كانت اول ما تقوم به صباحاً هو رعاية فلتها بكل رقةٍ و عذوبة و كأنها تودعها كل الحنو على الارض قاطبةً. كانت زهرتها المفضلة التي لا تُنافس.
بالتعريف نجد ان وردة الفل في موسوعة الورد «هي من النباتات المعترشة الكثيفة وهي أيضًا شجيرة متسلقة تتميز بأوراقها اللامعة من اللون الأخضر الداكن وأزهارها البيضاء ذات العطر الفواح. وفيما يتعلق بالنوع الأكثر شيوعًا من الفل حتى الآن؛ فهو نوع توسكاني الكبير وأحيانًا يُطلق عليه اسم “فلور بلينو” ويتميز ذلك النوع بزهوره المزدوجة والتي تُشبه زهور الجاردينيا الصغيرة.» انتهى التعريف.
أضيف هنا بالقول يتميز الورد و الزهر بان له تأثير إيجابي بالمطلق في تعزيز طاقة الانسان و بالتالي في تحديه الالم . و لا ننسى انه ووفقاً للعديد من الدراسات العلمية الورد يساعد أيضاً على امتصاص تدريجي و بنسبٍ متفاوتة من حدة الضغط لهذا حض الكثير من الباحثين على استخدام زهرة (اللافندر) على سبيل المثال لهذه الغاية و من حيث النتيجة فان هذا الاستخدام سيكون له اثرٌ بليغ في تحسين الأداء اليومي..
في الصناعة أيضاً يدخل عطر الورد في تركيب الكثير من الصناعات الغذائية و التجميلية و يأتي في مقدمتها وردة دمشق Damascene Rose أو الورد الجوري.
وربما لن اخرج عن الموضوع ان قلت كم كان من اللطيف قراءة ان Joe Biden نائب الرئيس الامريكي السابق ارتبطت ذكريات طفولته بعطر راهبات مدرسته Lavender اللافندر .
صديقتي الكندية الجميلة قامت مع عائلتها بزيارةٍ الى ايسلندا الصيف الماضي و حين سألتها عن تلك الرحلة و اكثر الأشياء التي تركت انطباعاً لديها ، اجابتني و بكل ما يتهدج به صوتها من حماس أن ما اثار دهشتها هو البركان الذي يقذف بحممه لينهي كل مظاهر الحياة من حوله و ما ان يهدأ مدة حتى تأتي و بحلقة دائرية خطوط من الفل و الورد و النباتات الاخرى تنثر ألوانها و عبيرها على تربة حمراء قانية لتشكل مزيجاً متناقضاً حلقاتٍ داكنةٍ قاسية تليها حلقاتٍ من الجمال و الإبداع البيئي فأي اعجازٍ و اَي تحدٍ تحمله هذه الزهيرات لتعاود الحياة من جديد كم علينا ان نراقب الطبيعة و نتعلم منها ان نعاود و لا ننكسر لا تثنينا ايّام شدةٍ أو قهر. كم علينا ان نستمد من الشجاعة و نؤمن ونثق باجتيازنا لتحديات الحياة. كم علينا ان نذكر ان اجمل الأيام لم يأتي بعد و ان السلم قهر الحرب و ان الكرامة هزمت الامتهان . كم علينا ان نؤمن ان الفلة هزمت البركان. أسبوع سعيد لكم جميعاً.