قال سكرتير عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج إن قمة الناتو المقرر انعقادها في وقت لاحق هذا الأسبوع في مدريد ستكون بمثابة نقطة تحول، حيث سيتم اتخاذ العديد من القرارات الهامة خلالها من بينها الإعلان عن مفهوم استراتيجي جديد بشأن واقع أمني جديد.
وأضاف ستولنتبرج – في كلمة له نقلتها شبكة “سي إن إن” الأمريكية – أنه سيكون هناك تحول جوهري في سياسات الردع والدفاع الخاصة بحلف الناتو، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان أيضا عن دعم أوكرانيا في الوقت الحالي وفي المستقبل ، حيث أن المفهوم الجديد سوف يقود إلى عصر منافسة استراتيجية، كما أعرب عن توقعه بأن الحلفاء سيعتبرون روسيا هي التهديد الأهم والمباشر لأمن الجميع.
وأشار إلى “أنه سيتم التطرق إلى الصين للمرة الأولى والتحديات التي تمثلها بكين لأمننا وقيمنا ومصالحنا”، لافتا إلى أن القمة ستبحث طريقة التعامل مع عدد من التحديات والتهديدات من بينها الإرهاب والهجمات السيبرانية.
وقال ستولتنبرج “سنحول قوة الرد التابعة لحلف شمال الأطلسي ونزيد عدد قوات الجاهزية العالية لدينا إلى أكثر من 300 ألف فرد”، وذلك كجزء من أكبر إصلاح لدفاعات الحلف منذ الحرب الباردة.
وأوضح أنه سيتم خلال القمة العمل على تعزيز القدرات الدفاعية وتعزيز القوات القتالية في أجزاء شرق التحالف، مشيرا إلى أنه لكي يتم القيام بذلك يجب أن يكون الاستثمار أكثر ، واليوم نعلن عن أرقام جديدة لميزانية الدفاع تشير إلى أن عام 2022 سيمثل العام الثامن على التوالي من الزيادات بين الحلفاء الأوروبيين وكندا.
وأضاف أنه بحلول نهاية العام سيكون قد تم استثمار أكثر من 350 مليار دولار أمريكي إضافية منذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 2014.. موضحا أن هناك 9 حلفاء وصلوا الآن أو تجاوزوا هدف الانفاق المقرر لهم، وهو 2 % ، بينما يحاول 19 حليفا آخرين الوصول إلى الهدف ذاته بحلول 2024، فيما لايزال 5 حلفاء ملتزمين بتعهداتهم للوصول إلى الهدف فيما بعد.
وأعرب ستولتنبرج عن دعمه للحكومة والشعب الأوكراني، في مقاومة العملية العسكرية الروسية و”العدوان الروسي الوحشي /على حد وصفه/” واصفا قدراتهم على الاستمرار وشجاعتهم ب”الملهمة” ، مؤكدا على ترحيبه بانضمام الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إلى قمة الناتو المقبلة.
وقال ستولتنبرج، “إن الناتو والحلفاء قدموا دعما جوهريا إلى أوكرانيا منذ ضم روسيا لشبه جزيرة “القرم” غير القانوني في 2014، ويشمل دعما عسكريا وماليا، بالإضافة إلى تدريب عشرات الآلاف من القوات الأوكرانية”.
وأضاف أنه “منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير الماضي فقد قامت الدول الحلفاء بتقديم المزيد من الدعم عن طريق تقديم مليارات الدولارات ومساعدات عسكرية وإنسانية”، مشيرا إلى أنه سيتم خلال القمة المقبلة للناتو الموافقة على تقديم حزمة مساعدات شاملة لأوكرانيا، من بينها تحسين مستوى المؤسسات الدفاعية والأمنية، كما سيتم الإعلان عن تمويل بقيمة مليار يورو للاستثمار في استخدام التكونولجيا الناشئة والتغير المناخي وخفض انبعاثات الغاز للناتو كمؤسسة.
وأكد أنه سيتم خلال القمة العمل على تعميق التعاون مع شركاء الناتو، معربا عن ترحيبه بانضمام أستراليا واليابان ونيوزيلندا وجهورية كوريا لأول مرة إلى القمة، فضلا عن مشاركة جورجيا والاتحاد الأوروبي أيضا.
كما أكد أنه سيتم العمل على تقديم حزم من المساعدات والدعم لجورجيا والبوسنة ومودلوفا وموريتانيا وتونس، معربا عن أمله في أن يتم إحراز تقدم حول طلبي فنلندا والسويد للانضمام إلى عضوية الناتو وبحث المخاوف الأمنية لكل الحلفاء.
وبشأن توقعاته حول الاجتماع الذي سيضم قادة فنلندا والسويد وتركيا في إطار اجتماعات الحلف، أعرب ستولتنبرج عن سعادته بقبول الزعماء لدعوته للقاء على هامش القمة وعن أمله في إحراز تقدم، مؤكدا على أن الهدف من اللقاء هو إحراز تقدم في انضمام البلدين للحلف إذ يعد تقدمهما للانضمام هو طلب تاريخي سيقوي الناتو وسيسهم في تحقيق المزيد من الاستقرار.
وردا على سؤال حول احتمال شن روسيا هجوما على أي من دول البلطيق ورد فعل الناتو حينها، قال ستولتنبرج “إن حلف الناتو موجود لحماية والدفاع عن كافة الحلفاء، وقد كثف من وجوده مؤخرا لتأكيد هذا الأمر”.
وأضاف أن “الهدف هو تحقيق ردع لمنع وقوع الصراع وليس استثارته، ومنع روسيا أو أي طرف آخر من مهاجمة دولة من الحلف”، كما أعرب عن ثقته في استيعاب موسكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين للضمانات الأمنية الجماعية للحلف وعواقب مهاجمة أي من دوله.
المصدر: أ ش أ