شعر: نسرين حبيب
.. وقفْتَ
كما يَقفُ القَمرُ فوقَ شجرةِ الدّلب نَعِسا
كما تختبئ تحت أغصانها خيوط الشّمس وَجِلة
بعد أن كنت على الأرضِ قرب فراشي ممدّدا
لامست خصلة شعري المنسدلة من طرف السّرير
من دون أن تقصدا
لَمْلَمْتَ فُتاتَ الذّكرياتِ المبعثرة
في زوايا الغرفةِ الّتي.. من رائحةِ الشّموعِ.. خَجِلة
غزلْتَ بطرفِ إصبَعَيْكَ صوفَ كنزتي المَنتوفِ غزلا
تَمْتَمْتَ بلا وَعْيٍ بضعَ كلماتٍ مُبهَمَةٍ بِحججٍ
واهِيَةٍ مُتَذَرّعا
لا أدري لِمَ دخلْتَ حُجرَتي.. ومتى نَوَيْتَ أن تَخرُجا
كيف قضَّ كلامُكَ المعسولُ مَخدَعي
مَنْ سمحَ لطيفِكَ بِحَبْكِ سَتْرٍ رماديّ فوق جسدي
خيالُك فوق رأسي ظلَّلَني وأَعْتَمَ فكري
فتهْتُ في بريقِ عينَيْكَ الأسودِ الرّقراقِ تَوْها
وأقسمْتُ عند اللّحظةِ العمياءِ تلكَ
إنّي لن أُحبَّكَ أكثر كي لا أَجعلَ قلبي يَعملُ
وقتًا إضافيًّا عَبَثا
وسألتُكَ بِلطفٍ الرّحيلَ بلا عودة
كي لا أقول طردتُكَ من عندي طردا