بقلم: هديل مشلح
لعبت الحكومة التركية متمثلة بحزب العدالة والتنمية دوراً أساسياً في انشاء ما يسمى داعش وعملت على تيسير فتح حدودها لدخول هؤلاء الارهابيين الاجانب إلى كل من سورية والعراق و يقيموا ما سمي الدولة الاسلامية ، وكان لها دوراً في تسهيل تهريب الأسلحة والعتاد الثقيل للإرهابيين وثم تسهيل خروج المدنيين من دون جوازات سفر أو بجوازات سفر مزورة يتم تزويرها في مكاتب خاصة في تركيا وفتحت باب الهجرة غير الشرعية لدول أوروبا لتعتبر المركز الرئيسي لتجارة البشر كما كانت الراعي الاول لتهريب ماكينات المعامل الصناعية بعد سرقتها و تفكيكها ليعاد تجميعها على الاراضي التركية أو شراء النفط من داعش التي هي في الأصل ذراع تركيا في كل من سورية والعراق .
لا يقتصر دور الحكومة التركية على هذه الأمور التي ذكرتها سابقاً وإنما فتحت باباً لتجارة الآثار المنهوبة من المواقع التي سيطر عليها ابن تركيا المدلل “داعش” وهذا ليس كل شيء، فالحكومة التركية الفاسدة سمحت لنفسها بالتدخل في أمور سورية من خلال فرض رأيها السياسي على الدولة السورية لتقول من يرحل ومن يبقى وفرضت رأيها وبالقوة على العراق عندما أرسلت قوة عسكرية كبيرة لتنتهك سيادة الاراضي العراقية من دون إذن مسبق أو طلب من الحكومة العراقية ليخرج الرئيس التركي من وكر الأفاعي ويقول أن الارهاب في العراق أصبح خطراً على الدولة التركية وأنهم يقومون بحماية أراضيهم خوفاً من خطر تمدد الارهاب ، لكن المعلوم لدينا أن أصل داعش وإرهابها دخل من تركيا لتتمدد في العراق وسورية .
تركيا وهي رأس الأفعى تبث سمومها عبر الدول بسياساتها الفاسدة فهي تحارب حزب العمال الكردستاني في العراق وتعتبره حركة ارهابية وتقوم بقصف مواقعه بين الحين والآخر ، و بذات الوقت تدعم الجماعة الارهابية في مصر من الاخوان المسلمين وتقوم على حماية مصالحهم وتدافع عنهم وتتبنى آرائهم .
إن السياسة الغبية التي تبناها أردوغان ضد جيرانه العرب بتسهيله للإرهاب وتبنيه الفكر الارهابي في عدائه مع العراق ومصر وسورية بدلاً من كسب ودهم سيكون لها عواقب وخيمة . وبسبب اللعبة السياسية الغبية مع أمريكا سيقضي أردوغان على الدولة التركية لأن أمريكا ليست لاعباً أساسياً مع أحد إنما حسب مصالحها الآنية تكون سياساتها الدولية فهي اليوم حليفاً مع تركيا وغداً ستكون مع الحليف الأقوى .