ترددت في كتابة هذه الأسطر لآن هذا الموضوع ذات أهمية خاصة بالنسبة لصحة ومظهر سيداتنا الجميلات ولأن الحفاظ على الجمال ذات حساسية كبرى وأساسية لسيداتنا اللواتي نعتبرهن نبع الجمال والحياة. المثير للانتباه أن الكثيرات لا تفكرن بالمستقبل عندما تقررن إجراء عمليات تجميل أو حقن البوتكس في الوجه لإزالة تجاعيد عدد السنين ، أو تصحيح ما تسمعن من ملاحظات في الإجتماعات أو السهرات حيث تتبادلن الحديث عن أهم شيء في حياتهن – جمــال الوجه والمظهر – وملاحظات الآخرين .
لقد حذر الكثير من الأطباء وعلماء الصحة من مستقبل عمليات التجميل وتصحيح الشكل بحقن البوتوكس ومع ذلك يتضاعف سنويا عدد السيدات في عيادات أطباء التجميل الذين أجبروا في شمال أميركا على كتابة وتوضيح المحاذير والمخاطر بالتفاصيل الكاملة على صفحاتهم الاليكترونية مثل :
- إضطراب في نبضات القلب نتيجة جلطات في الدم .
- ضرر وعطل في وظائف الأعصاب.
- شلل في حركات الوجه .
- إلتهابات ونزيف داخلي نتائجه خطيرة جدا .
يحذر التقرير من حقن البوتكس في عيادات غير مختصة لآن الأخطار تكون مضاعفة .
علق أحد الأطباء بعد معالجة سيدة أصيبت بشلل جزئي في حركات الوجه قائلا : إذا لم تستطيعي الضحك والابتسامة إذرفي الدموع وإبكي لآن ما حدث هو رغبتك الشخصية !
تحدثت الأنباء عن الممثلة – بريتني مورفي – أنها توفيت من الإسراف في تناول المسكِنات لتخفيف الآلام الناتجة بعد عمليات تجميل بلاستيكية كما أن ملكة جمال الأرجنتين – سولانج ماغنانو – توفيت نتيجة جلطات في الدم على أثر حقن البوتاكس !!!
وردت أنباء عن المطرب العالمي – كني روجر – أنه رغب بإزالة تجاعيد في الوجه ، بعد مرور سنة ونصف على العملية كانت النتيجة تغيير كامل في شكل وجهه وتقلًص حجم عينيه وغضب من التغيير في مظهره وكان له تأثير كبير على مستقبله الفني .
علينا أن نتذكر ما حدث للمغني العالمي الشهير – مايكل جاكسون -الذي رغب في تغيير حجم وشكل أنفه وتبييض لونه الأسود !! كانت النتيجة أنه عانى طيلة حياته من إشتراكات وعمليات جراحية مستمرة لترميم الأضرار لإنقاذ شهرته الفنية ؛ والنتيجة كانت كما يعرف الجميع – الانتحار بتناول المسكنات لأوجاعه المستمرة -.
طبعا تتحدث الصحافة والإعلام عن المشاهير لأن أخبارهم تهم الجميع؛ هناك ملايين من المتضررين يأتي ذكرهم بالعدد فقط.
لا مجال هنا للحديث عن عمليات تجميل بلاستيكية لزرع السيليكون لتكبير حجم الصدر والسرطانات الناتجة من رفض الجسد للمادة الغريبة وآلاف القضايا الحقوقية وملايين الدولارات المدفوعة من الشركات المنتجة تعويضا للمتضررات ؛ وبالرغم من كافة المحاذير ما تزال عمليات تكبير الصدر بزرع السيليكو مستمرة .
يتحدث اللبنانيون بشكل هزلي عن عمليات التجميل وحقن البوتكس وعن المذيعات والمذيعين في محطات التلفزيون وأن نجوم التلفزيون بعد سن الأربعين يصبحون متشابهين بشكل الوجه الذي يتغير تماما نتيجة تقويم التجاعيد الكريهة والغير مقبولة في تصوير البرامج والظهور على الشاشة وكأنهم مروا في معمل تقويم وتجليس ذات قوالب موحدة .
المشكلة التي يصعب تحملها قادمة لجميع من أجرى عمليات تجميل أو حقن بوتكس وبدون استثناء كما يقول الأخصائيين؛ وهي التغيير الكامل والغير مقبول للوجه كما أن الاستمرار بالتصحيح له أخطار تتعاظم مع المستقبل مثل الشلل في حركات الوجه وارتخاء في عضلات الخدود فيصبح الوجه متحجرا ولا يمكن القول إن هذا الوجه لصورة ذالك الشاب أو تلك الفتاة .
قيل – ليت الشباب يعود يوما- وهذا يعني أننا جميعا متعرضون للتغيير وعلينا أن نكون مقتنعين بأن عدد السنين له أثر على الجميع جسديا ومظهرا وأن عدد السنين له وقار ومظهر واحترام؛ إذا لم نحافظ على صحة مظهرنا بالوسائل الطبيعية المتوارثة والنصائح الطبية العلمية المخلصة نخسر هذا الوقار والهيبة الناتجة من عدد السنين.