بقلم: فريد زمكحل
أضحكني كثيراً الحوار المتلفز التي قامت به قناة سي. بي. إس الأمريكية مؤخراً مع الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
أقول أضحكني كثيراً لأنه اساء إلى القناة الأمريكية وأصابها بالعار وعدم المصداقية فيما تقدمه من أحاديث «فشينك» مع ورؤساء وزعماء دول العالم.
أقول أضحكني كثيراً، لأنه لم يراعِ أصول المهنة وشرف العمل الإعلامي النزيه والمفترض تواجده عند اجراء مثل هذه الأحاديث التي تبث ويراها زعماء ورؤساء الدول الصديقة أو غير الصديقة للولايات المتحدة الأمريكية التي صَّدعتنا بالمواثيق الدولية عن حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان، وهي تتستر وتحمي مثل هذه القنوات التي تحترف الكذب وتزوير الحقائق لتحقيق بعض الأهداف المالية أو السياسية الرخيصة.
أقول أضحكني كثيراً، لأن مُعِدْ الحديث ومقِّدمه لم يراعِ المصداقية والحيادية فيما قام بتقديمه من معلومات استندت على بعض التصريحات المشوهة وغير المثبتة من بعض المعارضين الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية دون أدنى مراعاة لما تفرضه قوانين ممارسة العمل الإعلامي الشريف التي تقتضي ضرورة إطلاع الضيف بحقيقة ما تقوم به وتهدف إليه من وراء إجراء هذا الحوار إلا أن ما حدث من تضليل كان لتشويه سمعة مصر ورئيس مصر وكل ما حققه لمصر خلال مدة حكمه الأولى للبلاد والقصيرة نسبياً بالقياس لمدد الحكم المعمول بها في معظم دول العالم، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية.
أقول اضحكني كثيراً، لأن مُعِدْ البرنامج ومقدِّمه لم يراعِ شروط العدالة القائمة على الحياد التي تشترط من ضمن ما تشترط الاستماع للموالين للنظام، كما استمعت للمعارضين له والخارجين عليه وعلى كل ما تمثله الدولة المصرية طالما لا تحكمها وتتحكم بها جماعة الإخوان المسلمين «المحظورة قضائياً»، لما قامت ومازالت تقوم به من عمليات إرهابية تستهدف النيل من أمن مصر وأمن مؤسساتها الوطنية الشريفة وأمن شعبها العظيم الذي أسقط حكم الجماعة الإرهابية بعون الله ومساندة أشرف رجالها من أبناء القوات المسلحة المصرية.
أقول اضحكني كثيراً، لأنه ذكرني وذكر كل مصري شريف بما يُحاك لمصر في الخفاء وفي العلن للاطاحة بأمنها واستقرارها والنيل من وحدة أراضيها ووحدتها الوطنية داخلياً وخارجياً.
أقول اضحكني كثيراً، لأنه طمأني على مستقبل مصر القريب والبعيد وبأنها تسير للأمام لتتجاوز كل العقبات وكل الأزمات التي عاقت تقدمها قديماً بفضل جماعات الخيانة والتآمر على كافة مصالحها ومصالح أمنها القومي الذي نجح شعب مصر في التصدي له وإفشاله تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رغم أنف ثورات الربيع العربي المختلق وما خلفته من إرهاب تحت مسمى الفوضى الخلاقة.
أقول اضحكني كثيراً، لأنه علمنا الدرس بضرورة تشكيل فريق عمل مصري مخضرم يتولى الاتفاق مع مثل هذه القنوات بصورة قانونية ملزمة للقناة في حال إخلالها بشروط وبنود الاتفاق المبرم بينها وبين هذا الفريق المصري بخصوص أي حوار مستقبلي سواء مع السيد الرئيس أو مع أي مسئول مصري رفيع المستوى داخل الحكومة المصرية.
أخيراً أقول اضحكني كثيراً هذا السقوط الكبير الذي طال قناة سي بي إس الأمريكية … وكنتُ في أمس الحاجة للضحك!!