بقلم: عادل عطية
هل نحن نصوم في رمضان، أم فيه نفطر؟!
وهل نحن ـ في نهايته ـ، نُعيّد “عيد الفطر”، أم نُعيّد “عيد الصوم”؟!
فكم من رمضان، يحل ثم يمضي، بينما مثل هذه التساؤلات، تظل باقية، تكرر ذاتها في ذاكرتي، موسومة في نهايتها بعلامات التأثر، والتعجب!
أما الإجابة الحاضرة والغائبة عن إدراك الكثيرين، فهي: اننا نفطر في رمضان، ونصوم في بقية شهور السنة؛ وأن عيدنا لا بد وأن يكون اسمه المناسب، هو: “عيد الصوم”!
فقد انحرف الكثيرون عن مفهوم الصوم، حتى أصبح شهر رمضان، انفاقياً، خیر من ثلاثة شهور من الانفاق!
نزيف مالي وخيالي، يستحق أن يدخل في موسوعة “جنيس”، بتعديه المليار ونصف المليار جنيه في اليوم الواحد من أيام رمضان.. على حد تصريح خبير اقتصادي!
وهكذا، في كل عام، يتجدد الحديث عن البذخ، وعن ترف البعض المتزايد خلال شهر خصص في الأساس للامتناع عن الملذات، والتخلي عن الارادات، والأفكار والعواطف السيئة!
أنه لمن الجنون المبالغ فيه..
.. أن ننهك اقتصادنا الوطني باسم الصيام، وعلى شرف تجاوبنا مع ما أنعم به الله علينا من بركات!
.. وأن نصمت على ظاهرة حمى الشراء وهي تجتاح، بلا رادع أسواقنا، احتفاءً بقدوم الصيام، واستهلاك السلع الغذائية بأفراط وكأننا مقبلون على شهر من المجاعة!
.. وأن نشاهد، في جمود، نسبة الفاقد الغذائي، وهو ينحدر إلى مصيره المحتوم في صناديق القمامة، ويرتفع، كمؤشر الحرارة، إلى أرقام فلكية في العزومات، والولائم!
.. وأن نترك المؤسسات الخيرية للاستسلام للاسراف المتطرف، بحيث باتت الأطعمة والمشروبات، التي تُعدّها على موائد الإفطار، تفوق بأشواط عدد الموجودين!
فإن كان واجبنا الديني، يحثنا على الإنفاق السخي، تحية للشهر الذي نقدسه؛ فليكن ذلك الإنفاق: بالمزيد من الوقت على رعاية الذين لا يذكرهم أحد، وبالمزيد من المال على مشروعات تستوعب المحتاجين إلى عمل، وبالمزيد من الجهد والعرق في بناء المدارس، والمستشفيات، والمعامل!
وبذلك، يعود للشهر صيامه، وللعيد فطره! …