فريــد زمكحـل
قلتُ: أكرهُ أن أراكِ في وحيي مفقودة
أُنشودة حاضرة وأنتِ غير موجودة
غائبة يا روحي وهي منشودة
قالت: أنتَ في قلبي دقاتٍ غير معدودة
أبياتُ في خاطري تحيا غير محدودة
تُمتع وتُبدع ويراها الكل محمودة
قلتُ: أنتِ تُحبي في شخصي القصيدة
وكل كلمة سقطت لأجلك في يومٍ شهيدة
وأنا باحث عن حبيبة تُغني بوجودها القصيدة
تمرحُ في قلبي مرحُ الوحيدة
تلامس مشاعري بروحها العنيدة
تستقبل حروفي وجُملي الوليدة
وكل المعاني بمشاعرها الأكيدة
قالت: أنتَ في عمري عمري ويقيني
أُسقيكَ النبوغ من شوقي وحنيني
لتكتُب وتكتُب والفعل يُرضيني
قلتُ: ولكني سَئِمتُ دنيا الخيال
أُحلِّق وحيداً في سماء المحال
أُشيّد قصوراً من حفنة رمال
تَسكُنُها المشاعر والمغزى أفعال
بحضور المعاني في كنف الجمال
مؤمن بأن العشق احتلال
يقود المشاعر بدون اختزال
قالت: أُقرُ بأني أعشق هواك
ولا أُريد العيشِ دونَكَ أو مع سواك
أفهم شجونك واسمع نِداك
قلتُ: كيف وأنتِ في حالة من السُبات
وأنا لستُ المسيح أو بصانع معجزات
كي أقيمَ من القبرِ أموات
أنا عاشق يُصيغِك من شجون المفردات
عابد إلهه وعاشق وجودك حتى الممات