بقلم: كنده الجيوش
والخورازميات و لوغاريتميات الكمبيوتر مرة أخرى والفيس بوك والتسلية المفيدة أو التسلية بهدف التسلية. هي فكرة تخطر أحيانا عند تصفحنا الفيس بوك. وهنا أؤكد وأقول أني في الأيام الحالية لست من المتبحرين بهذا العالم ولست من متابعي الأخبار أو المتفاعلين معها.. وللأسف بعيدة عن أداء الواجب مع الأصدقاء عبر هذا المنبر.. أتمنى ان أكون نشيطة ومتابعة في المستقبل.. فأقدم اعتذاري أولا ومحبتي وأتابع نحو فكرة وجدتها عن الفيس بوك.
ومثلا أحيانا نكون نقرأ او نشاهد فيديو عن موضوع سياسي أو ثقافي أو إنساني معين ونرى أنفسنا نتابع سلسلة يستدرجنا (نعم أقول يستدرجنا الفيس بوك من خلال لوغاريتمياته) الى مواضيع اخرى يعتقد الفيس أنها ستكون من دائرة اهتماماتنا .. وربما لا تكون كذلك. وحذار ان دفعنا الفضول لرؤية الفيديو بناء على عنوان يبدو انه مهم او ذو محتوى جيد .. لأنه ربما هذا المحتوى سيأخذنا إلى مسار آخر..
ومثلا نتابع فيديو عن موضوع الآثار وتاريخ مصر ( واعترف باني أحبه جدا)، يقودنا إلى فيديو عن الفنانين العريقين مثل أم كلثوم ومنزلها الأثري في مصر .. وفجأة نرى لدينا سيل من الأخبار لمواقع هزيلة عن إخبار زيجات الفنانين والكثير من إخبار النميمة… وطبعا عناوين لهذه الأخبار أحيانا تبدو مزيج بين الثقافة والفن ولكن المحتوى هزيل ويفتقر إلى المصداقية. وأظنها لعبة أتقنتها الكثير من المواقع من حيث العناوين الاستدراجية.
او تقرأ عن بعض الأوضاع اليومية في سوريا، ويتبعه فيديو عن حال الأطفال في سوريا ومن ثم مسابقات الأغاني التي تقوم بها بعض القنوات التلفزيونية العربية وفيها مشاركات لأطفال من سوريا.. وفجأة تصبح متابعا لأخبار الفنانين السوريين والنميمة.. مرة أخرى.. والطريق إليها معبد بعنوان ثقافي هنا او هناك..
وطبعا مع الاحترام لكل الفنانين العرب المصريين والسوريين الذي اغنوا المكتبات العربية بأعمال ترفع لها القبعات. حديثي هنا عن شريحة معينة من الأخبار.
ويأتي احد ليفسر لك أن هذا يحدث بسبب نوعية اهتماماتك.. هذا صحيح نسبيا .. ولكن ..والحقيقة أنها ليست اهتماماتك وإنما لوغاريتميات الفيس بوك التي أصبحت تديرنا — «نحن على كيفو للفيس وتحت إدارته». أنها مزيج بين لوغاريتميات الفيس بوك من جهة — والعناوين البراقة الثقافية التي تقود الى محتوى ليس بالضرورة من مستوى عالي من الثقافة وأحيانا بعيد عن اهتمامنا ولكن القيمين عليه يعرفون هذه الحيلة ويتبعونها من اجل التسويق والترويج.
بالنسبة لنا نحن كبالغين هو أمر مقدور عليه ولكن ماذا عن صغار السن الذين بدأوا يتعرفون على الكتابة ولازالوا ضعفاء بمعرفة المحتوى.. إنها الفئة الصغيرة تحت العشر سنوات!
ومن الصعب تتبع الأطفال او المحتوى. وليس بالضرورة أن يكون المحتوى فيه إخلال بالأخلاق حتى يعتبر هابط. ونحن نعرف جميعا أن الكثير من الأفكار تزرع برأس الأطفال ممن هم اقل من عشر سنوات بسهولة لمجرد تكرارها!
تابعوا اللوغاريتمات ولا تتركوا عقولكم أنتم واهتماماتكم أو اهتمامات أولادكم للفيس لإدارتهم «على كيفه»!