بقلم: كلودين كرمة
عندما يفقد الانسان انسانيته وكرامته
عندما تتحول الابتسامات الى عابرات وبتحول الجمال الى قبح
عندما يتحول الغنى الى نقمة و تصبح الآمال اوهام
عندما تنزع الثقة وينغرس الشك
عندما نفقد المصدقية و ندعى الصدق
عندما يجف ينبوع المشاعر فنتمسك بالسراب
عندما نخشى الحقيقة وننسج الخيال
وتصبح الحياة مسرح كل منا يؤدى دوره سواء كان نبيلا ام خسيسا ، ورعا او منحرفا ، صادقا او ماكرا ، محبا ام متملقا ؛
سواء اتقن دوره ام لا – ذلك المخلوق – فهو يجد من يخدعه او ينخدع منه..
فيالها من حياة !!! فأية حياة هذه المطلوب منا أن نحياها ؟
فأين الانسان وفى أى مكان نجده اننا نفتش عنه فى كل الارجاء ، نبحث بتدقيق ربما يحالفنا الحظ فنحظى بأصدقاء اوفياء يستحقون لقب “ انسان “.
فانها بالفعل كارثة .. فلنتخيل معا ..- وان كنا لسنا بحاجة الى التخيل بما انه واقع نعيشه مع الاسف- اذا كان القضاء فى يد ملوثة او الطب فى يد غير امينة او التجارة فى يد سارق.. الى آخره.. ولا اخص الرؤساء و المسئولين فقط بل نتدرج حتى نصل الى ابسط الدرجات فإن عم وساد الفساد فقد ضرب السّلم الوظيفى من الجذور حتى الاوراق… فلا تستقيم الامور ولا يمكن ان يجنى الجانى حلو الثمار.
ما اجمل الالوان عندما تتناغم وتؤكد مصدقية المشاعر التى لا ترى وتتجلى واضحة من خلال تقابل الخطوط الرفيعة فتعبر عما تعجز الكلامات عن التعبير عنه وتصور الجمال والوفاء او القبح والغدر وتنطبع فى نفس وذاكرة من يقرأ اللوحة وتبعث فى نفسه الحياة وتتسابق الافكار حتى تتواصل مع وجدانه ومن ثم يبدأ فى تقيم الرسوم واختيار الافضل من وجهة نظره..
وكذلك المجتمع عندما يتحد افراده فى تناغم فهم يقدمون اجمل مثال على روعة الانسجام فى نسج اجمل لوحة تقدم افضل ما لديها لبناء مجتمع راق فى ابهى صورة واجل مكانة وارفع شأن لاستكمال المسيرة والحفاظ على الحضارة وللنهوض بالمجتمع والتقدم العلمى والتكنولوجى الذى ينمى الفكر وينير العقول فتبعد عن ظلمات الجهل والمرض والتخلف والميل الى العنف و استخدام الاسلحة والتفنن فى ارهاب الآمنين بل والاكثر من ذلك هو استخدام العلم للهدم والدمار وكأننا نحول بأيدينا الحياة الى الموت وبدلا من زرع الخير نغرس الشر وكأننا نعقد عقدا مع الشيطان مباشرة لتنفيذ خطته لاهلاك البشرية .
و من الملاحظ ان صورة المجتمع ككل ما هى الا صورة مكبرة لسلوك الافراد لان المجتمع يفرض قوانينه وافكاره فيتأثر بها الكبير والصغير و بالتبعية يؤثر فى سلوكه و اسلوب التفكير وحتى فى ردود الافعال وهذا من خطورته انه تتأثر به البراعم الصغيرة ومن شب على شئ شاب عليه… فنجد انفسنا اننا نحدر الى مستوى يصعب بعده التهوض من جديد..فهو كالفيروس الذى لا يترك الجسم الا بعد أن ينهكه ويطرحه صريعا فيصعب العلاج وإذا هناك امل فيستغرق ذلك الكثير من الوقت ويستلزم ايضا الكثير من العناء والمثابرة..
ولنتذكر دائما ان الوقاية خير من العلاج .. فعندما نتخذ الاجراءات اللازمة لسد منابع الشر وغلق منافذ الفساد فاننا نوفر الوقت والمجهود ونحتفظ بطاقتنا واموالنا للحافظ على التراث و بناء الحضارة حتى يمكننا ان نفتخر بحاضرنا كما نفتخر بماضينا وان أمكننا فلنزيد من عجائب الدنيا .
فالانسان طاقة لا يستهان بها اذ احتفظ بانسانيته وتحلى بجميل المشاعر ومكارم الاخلاق.