بقلم أ. / حسّان عبد الله
وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها الآية 7 من سورة الشورى . وحيث أن أم القرى أول منازل الإنسان فقد بقيت فيها بقايا من بلاغة اللغة وفصاحة اللسان . وتتأثر حولها المفردات الكثيرة لقوله تعالى : ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون ، قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون . سورة الزمر . أي أن كافة مفردات القرآن عربية خالصة متوازنة منضبطة في إطار اللغة . قرآنا في الآيتين مفعول به للفعلين أوحينا وضربنا واللام التي دخلت على الفعل المضارع تنذر هي لام التعليل الناصبة . ثم لعل التي وردت مرتين هي حرف مشبه بالفعل من أخوات أن ينصب الاسم ويرفع الخبر وهم في محل نصب اسمه ويتقون ويتذكرون : جملتان فعليتان في محل رفع خبر لعل والفعل لعل يفيد معنى الترجي . ومن الشواهد على النواسخ الكثير من الايات في القرآن ، ونقصد بالنواسخ الأفعال الماضية الناقصة كان واخواتها ، ليس وىخواتها ، كاد واخواتها ، ان واخواتها ، لا النافية للجنس ومن هذه الايات: “ ان الله كان سميعا بصيرا” “ ان الله يأمركم أن توءدوا الامانات إلى أهلها “ “ ان الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا” “ أنك لا تخلف الميعاد” “ ان المنافقين هم الفاسقون “ . لقد ورد معنا الفعل توءدوا في الاية الثانية منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والأمانات مفعول به للفعل توءدوا وعلامة النصب الكسرة عوضاً عن الفاتحة لأنه جمع مؤنث سالم وفي الآية الثالثة وردت الكلمة نارا منصوبة لأنها تمييز ترفع الإبهام عما قبلها وهذا التمييز منقول عن مفعول به الضمير هم المتصل بالفعل تصلي والتقدير تصلي نارهم . هذا فضلا عن النواسخ : ان الحرف المشبه بالفعل واسمه الله وخبره جملة فعلية كان سميعاً في الآية الأولى وخبر ان في الآية الثانية الجملة الفعلية يأمركم . وفي الآية الثالثة اسم ان الاسم الموصل الذين والخبر الجملة الفعلية سوف نصليهم نارا. وفي الآية الرابعة الاسم هو الضمير : الكف والخبر الجملة الفعلية : لا تخلف الميعاد أما الاية الخامسة : المنافقين اسم ان منصوب وعلامة النصب الياء لأنه جمع مذكر سالم وخبره الجملة الاسمية هم الفاسقون .