بقلم: سونيا الحداد
هذا ما هو عليه حال العالم اليوم وهو ما زال في طور التحضير لأن الانفجار الأكبر لم يحصل بعد وقد لا يحصل بإرادة إنسانية بل سيفرض علينا، لأن الإنسان بات اعمي أصم أبكم، ولأن الجهل والغرور آفتان ضربتا العالم بأكمله بعد أن أصبح متوفرا بين يدي الجميع القدرة على الحصول وفبركة أسلحة الدمار الشامل التي ستختم النهاية ببصمتها والشهود بعدها قليلون.
بينما العالم يتقاسم الحلفاء ويبني الثروات الخيالية من خلال بيع الأسلحة لهم والضحك كلّ بسره على ديوك ترى نفسها تنين وحشرات تعتقد أنها نحلات لا يمكن للعالم الذي تحكمه بحذائها أن يستمر دون عسلها المغشوش طبعا. جميعهم يترأسهم أرباب الفساد وعملائه يصيحون على مزابلهم القيم والشرع، الديمقراطية وحقوق الإنسان ويا ويلك لو تتجرأ وتتكلم. ومن المبكي المضحك ان العديد يؤمنون إيمانا عميقا عقيما أنها مشيئة الله لو طار الكوكب بأكمله وتفجر بالنووي وقد بدأ هذا النووي اليوم يحلق في سمائهم لكن لا همّ، فالصلوات ترفع بانتظار جنود الله الذين سيأتون لإنقاذ المصطافين والجميع على مختلف أديانهم وعقائدهم باتوا من المصطافين!
حلت ثقافة الكراهية والتعصب على أنواعه فلسفة الزمن الحاضر. بنيت الكانتونات في الفكر وفي المجتمعات. صدق من قال «فرق تسد» وما نشهده اليوم هو خير دليل. المجتمعات التي عرفت بالانحياز والتي ترأست أعلى المراتب في مستوى معيشتها، وقعت في الفخ هي ايضا وفقدت صمام أمانها، من يدري ماذا سيكون مصيرها وهي في مهب الريح الآن تتخبط. أي عاقل يعرف أنه بعد مرور جحيم العاصفة سيجلس الجميع على الطاولة بغية الإبقاء على ما سيتبقى من البشر، لآ ادري ان كانت هذه الطاولة ستتواجد في كوكبنا او احد الصحون الطائرة.
لما الكلام ساعة لم يعد الكلام كاف ليصف الزمان والمكان، ساعة يحكمك العميان والغلمان. ساعة جرائم بحق الإنسانية، عن سابق تصميم وإصرار، ترتكب علنا بحق دول وشعوب ذنبهم أنهم يتطورون بشكل سليم وجميل يحفظ كرامتهم ومكانتهم الدولية الواعدة، ذنبهم موقعهم الجغرافي وثرواتهم القيمة. جرائم تنفّذ دون أي رقيب ولا عقاب، لا بل العكس بمباركة وتغطية دولية تحمل رايات إنسانية واهية تخلف ورائها الدمار الشامل على جميع الأصعدة . لما الكلام وقد ضرب جنون العظمة من لم يذق طعم الدموع، يتوعّد دون أن يعلم أن اللعنة في سمائه تحاك وان دولاب الزمان يدور وعند تقطيع الرؤوس كل من يحفظ رأسه!