شعر: نسرين حبيب
… وَرَمَقَتْني خلفَها بِنَظرَةٍ لَعوبِ
بِطُرفَةِ عينٍ ساحرةٍ
من دونِ أن يَرِفَّ لها جَفنٌ
استَدارَتْ مُختالَةُ السّاقَيْنِ
وتباهَتْ مُحتالَةُ العَينَيْنِ
يَتَغَزَّلُ النَّسيمُ المُتَسَكّعُ بِشَعرِها
يَلحَسُ رَذاذُ البحرِ شَفَتَيْها
تَنضَحُ الأُنوثَةُ المُرَفَّهَةُ من عطرِها
… وَتَرَكَتني مَشلوحًا على مِقعَدِ السَّفينَةِ الخالي
حالِمًا.. جَمَّدَ البَردُ أَطرافي الحَريرِيَّة
أَشتَهي أن أَلُفَّ عُنُقَها العاري
أن أُقَبّلَ ذاتَ الغَمّازَةِ الخَجلى
أَسكَرُ من نَبيذِ الوَجْنَةِ الجَذلى
… وهَبَّتِ الرّيحُ وَتَعْتَعَتِ اليَخْت
قَوقَعَتْني في زهدٍ بَحْت
أَموتُ مَوتًا سَريريّا
أَنتظِرُ الأجَلَ الأَبِيَّ
فَأَنتَفِضُ ثائِرًا على واقِعي الذَّليلِ
هارِبًا إلى قَدَرٍ جَليلِ
من أنثى ضارِيَة
لِأَلتَفَّ على الصّارِيَة
كَشِراعٍ وَقور
بِحُرقَةِ عاشِقٍ غَيور
يَشرَبُ مع حبيبةٍ نَخْبَ السّماح
لاهِثًا جاثِيًا باكِيًا مِنَ الوحدَةِ والهَجْرِ
راجِيًا لِعِناق بَكْر..
بين ذلّ ونواح
أَهَل سَمِعْتَ يومًا عويلَ وِشاح؟!