بقلم: فـريد زمكحل
أعتقد أنه بات من السخف تكرار الحديث عن السلام وإمكانية تحقيق هذا السلام في عالم اليوم مع غياب الدور الحيادي الفاعل لكافة المنظمات الدولية المنوط بها الدفاع عن السلام وتحقيق هذا السلام القائم على العدل، وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه في ظل استمرار منح «حق الفيتو» لبعض القوى الكبرى على حساب أغلبية الدول الأعضاء في هذه المنظمات، ما يجعل استمرارية عمل هذه المنظمات المُنظمة للعلاقات الدولية بدون فائدة تذكر سوى لهذه القوى الكبرى وخدمة مصالحها.
وفي تقديري بأن الوقت قد حان لإعادة هيكلة العالم والأنظمة التي تُديره سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق وكلاء لا يبالون بمصالح الوطن ومصالح المواطن بقدر ما يهتمون بمراعاة مصالح هذه الدول، مقابل الحفاظ على مصالحهم الشخصية في سقطات غير مسبوقة للضمير الإنساني وكل القيم الأخلاقية النبيلة، حيث تضيع الحقوق المشروعة في حياة كريمة آمنة تحت شعارات زائفة ومسميات باطلة وإعتقالات ومعتقلات دائمة، وما يحدث في فلسطين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان سافر حصد ما حصد من الآف الأرواح البريئة دون أن يتحرك إنسان واحد في العالم لمنع هذا العدوان الغاشم حتى من هؤلاء الذين يتكلمون عن وحدة الدين ووحدة اللغة ووحدة الأرض التي تربط بينهم وبين هذا الشعب المقاوم الصامد الأبي، وهم يتفننون في تصفيته والإجهاز على قضيته العادلة والمشروعة التي مازالت بلا حل منذ 1948 وحتى اليوم، وأثق بأنه لا حل هناك إلا بسواعد الرجال الشرفاء من أبناء الشعب الفلسطيني المناضل ومهما كانت حجم هذه التضحيات التي ستدفع في سبيل تحرير الأرض وإقامة دولتهم الفلسطينية الحرة المستقلة.