مكتب القاهرة / مجدي بكري
نشوى الحوفى : أولى وسائل المواجهة لأجل المستقبل هو بناء وعي الإنسان المصري
محمد شعير: الفيسبوك أصبح يحاسب ويتهم ويحاكم حتى في القضايا الجنائية
حول أساليب وطرق مواجهة الشائعات عقدت ندوة تحت رعاية مكتبة الاسكندرية برئاسة الدكتور مصطفى الفقى في فندق ميريديان مصر الجديدة بمشاركة الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي الأسبق، ونخبة متميزة من المفكرين والكُتَّاب والإعلاميين، وممثلين لعدد من مؤسسات الدولة.
وقد توافق معظم المحاضرتين في الندوة علي ان وسائل التواصل الاجتماعي هي المتهم الأول في جريمة نشر الشائعات والترويج لها، فقد جاءت معظم المداخلات لتؤكد أن المعلومات عبر إتاحتها وحرية تداولها- هي السلاح الأول الذي يمكن أن يواجه الشائعات.
وخلال المناقشات، تم طرح رؤى جريئة وأرقام مهمة، تنير الطريق نحو سبل مواجهة الشائعات، لكنها أيضا تثير القلق حول المستقبل. فالشائعات عبر التاريخ كانت دائما موجودة وسوف تبقى وتستمر، هذا ما أكدته الكاتبة نشوى الحوفى، وأضافت قائلة إن أولى وسائل المواجهة لأجل المستقبل هو بناء وعي الإنسان المصري، فهل قمنا جميعا بذلك حقا؟.. لا بد أن نسأل أنفسنا: أي إنسان نريده؟.. وماذا فعلنا للتواصل مع الشباب الذي يقضي أغلب وقته على وسائل التواصل الاجتماعي؟.. وإذا كانت الإحصاءات تشير إلى أن نسبة 64% من المصريين هم دون سن الأربعين فإن هؤلاء هم من سيتولون مستقبلا حماية وإدارة المشروعات الكبرى التي تُبنى حاليا.. فكيف سيقومون بذلك إن لم نقم ببناء وعيهم من الآن؟.. واختتمت: لا أريد أن يضيع في المستقبل ما تحمَّلنا وعانينا حتى نبنيه في الحاضر.
وأشار السفير محمد أنيس الي ما يُعرف في الغرب بـ قانون الشائعة وهو: (سرعة انتشار الشائعة = أهمية الموضوع المثار × درجة الغموض حوله/ 100)، وبالتالي فقد وجدوا أنه لا يمكن بالطبع تغيير (أهمية الموضوع) ولكن يمكن تقليل (درجة الغموض) عبر إتاحة المعلومات، مما يقلل من سرعة انتشار الشائعة، كما نقل عن أحد كبار المذيعين البريطانيين قوله له إن الزمن المفترض للرد على أي شائعة لمنع انتشارها هو نصف ساعة فقط، وأوضح السفير أن 7.6 مليار إنسان يتبادلون يوميا 3.5 مليار رسالة عبر الإنترنت حول العالم، وأن أكثر من نصف سكان المنطقة العربية سوف يصبحون في عام 2050 من الشباب.
وعلى هامش الندوة، قال الكاتب الصحفي بالاهرام محمد شعير إننا كعادتنا أخذنا من المُنجَز الغربي – المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي- مظاهره وقشوره، دون الاستفادة من جوهره ومضمونه، لذلك فقد انتشرت المعلومات المغلوطة أو المجتزأة عبر فيسبوك مثلا ورحنا نتبادلها دون تحقق، ومارسنا حرية الرأي وهي إحدى الإيجابيات المُفترضة بأسلوب السباب والاتهام، والانحياز دون معرفة، أو محاولة بناء رأي حقيقي عبر التدقيق في المعلومات والاطلاع على مختلف الآراء حول القضية المثارة، حتى وصلنا إلى أن الفيسبوك أصبح يحاسب ويتهم ويحاكم حتى في القضايا الجنائية التي مازالت قيد التحقيق في النيابة ولم تصل إلى القضاء بعد.
وأضاف قائلا: لا أشير هنا إلى كل هذه السلبيات للمطالبة بتوجيه الرأي على وسائل التواصل الاجتماعي في اتجاه معين؛ مع أو ضد، لكنني فقط أريد أن أرى “رأيا حقيقيا” وصل إليه صاحبه بناء على معلومة ورؤية، وعندئذ يمكن أن أناقشه لأتفق أو أختلف معه، وبذلك تتعزز بالفعل حرية الرأي، لا أن يكون هذا الرأي استجابة فقط لإغراء التريند.. لذا ليتنا نبني على إيجابيات السوشيال ميديا المتعددة ونعززها.