بقلم: عادل عطية
“قد أُكمل”، قالها الأب بإبتهاج، وهو يزف ابنته العروس إلى زوجها!
“قد أُكمل”، قالها الطفل الضاحك، عندما أتم والده إصلاح لعبته المفضلة!
“قد أُكمل”، قالها الفنان ووجهه يفيض بشراً، وهو ينظر إلى التمثال الذي نحته مزهواً!
“قد أُكمل”، قالها المؤلف بارتياح، عندما انتهى من كتابة كتابه الجديد!
ولكن أروع “قد أُكمل” ـ قيلت ـ، هي تلك التي صدرت عن ذاك الذي أتى طائراً في أجنحة النعمة الفادية، مسرعاً بقوة القدرة المنفذة، متقلداً سلاح الشجاعة المفتدية، لابساً على رأسه خوذة الفداء، وحاملاً في يديه ثمن الخلاص؛ ليحط أخيراً على عرش صليبه، محتملاً قصاص العدل الإلهي، حتى “أكمل” كل شيء!
“قد أُكمل”، قالها ذاك الذي كان كاملاً في كل شيء: في برّه، وفي كرازته، وفي خدمته، وفي رسالته!
“قد أُكمل”، قالها بصوت عظيم، ذاك الذي وفى الدين كله، وحمل اللعنة كاملة، وشرب كأس الدينونة حتى آخرها!
“قد أُكمل”، نطقها السيد الذي سحق رأس الحية، وداس على قوات الجحيم، ومنح الخلاص للمسبيين!
“قد أُكمل”، هي صرخة النصرة الخالدة، التي يجب أن تكون في أفكارنا كل حين، فالسماء قد فُتحت للإنسان، وظلام القبر تغيّر إلى مجد القيامة، والصعود مع المسيح!
“قد أُكمل”، هي صيحة الفرح تعبيراً عن المصالحة، وعن رجاء أفضل للعالم أجمع. وكل من يؤمن بهذه الكلمة، وبقائلها، يحصل على السلام مع الله!…