بقلم: جاك قرانطة
اليوم ، في هذا الصباح الجميل . لا أدري لما خطر ببالي وبعد مضي سنين واعوام . ومعي شخص يرافقني ويلبي لي كل رغباتي وطلباتي بكل إمتنان ، ويهمس في أذني ويذكرني ما اريد ذكره ، انه قلمي ، هذا القلم الوديع المتواضع الذي يسيل وبسرعة ولا يكل ولا يمل وإني مهما قدمت له
لن اوفيك حقك .
يا قلمي ، انت الشخص الوحيد الذي يرافقني ، ليباركك الرب ،
يا من حققت لنا آمالا واحلاما.
قلمي اليوم ، هو من يخط لي افكاري ويجوب في اعماقي ، واليوم ، لاادري لما جائني يهمس في اذني ويقول : تعال الي يا صاحبي لنرجع الى تلك البلاد التي غاب عنها النور وبدأت الشمس تميل الى الغروب ونسيت اين وكيف كانت تشرق اشعتها الذهبية ، وكيف كانت تتهادى وراء المحيط، تاركة وراءها اذيال خيوط نسجت بأيدي ملائكة وهي نادمة على فعلتها .
لا ادري لما افاقت اليوم وهي تنادي ارحموني وارحموا شرق بلادي
يا اولاد بلادي .
شكرا» لك يا قلمي لانك ذكرتني بامجاد بلادي ،وها هم اليوم يدمروكي ويطحنوا آثاركي وامجادكي واحلامكي بايادي اولادكي اللذين غرر بهم ، فكيف تريدني مسامحتهم يا قلمي على ما اقترفت اياديهم الاثيمة بحق هذه الآثار وهي منذ غوابر الزمان .
كيف للتاريخ نسيان هذا ، كيف حصل ؟ وكيف جرى ؟
اما اليوم ، فما اطلبه منك يا قلمي ، وكلي رجاء ، ان تلهم الكتاب والشعراء والمؤرخين الا ينسوا ويكتبوا وبصدق ما جرى وما يجري في شرقنا الحبيب ، نعم في شرقنا الحبيب ، لتكمل معي هذه المسيرة من العمر ، يا قلمي .