تساءل الكاتب البريطاني فريزر نيلسون عما “إذا غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي , فهل سيظل (هذا الاتحاد) باقيا?”
ونوه نيلسون – في مقال نشرته مجلة (اسبكتاتور) الأقدم استمرارية في بريطانيا – عن أن “بلاده هي إحدى الأعضاء الأقل تحمسا للاتحاد الأوروبي, غير أن بلدانا أخرى أكثر انفتاحا عالميا أخذت تتبرم من حمائية وإقصائية بروكسل”.
وقال إن “الإصلاحيين في السويد مذعورون من احتمالية خروج بريطانيا من الاتحاد ; إذ يرون في بريطانيا حليفا رئيسيا لهم في محاولة التصدي لحمائية بروكسل .. ولكن كما استنتج كثيرون في بريطانيا خسارة معركة التصدي, وأن الخروج أفضل, كذلك بات الكثيرون في السويد متجهين نحو نفس الاستنتاج”.
ورصد نيلسون نتيجة “استطلاع للرأي أجرته (تي إن إس سيفو) المؤسسة الأكبر لاستطلاعات الرأي في السويد, والتي تقول إن نسبة 36 بالمائة من السويديين يفضلون مغادرة الاتحاد الأوروبي إذا ما صوت البريطانيون لصالح الخروج , مقابل نسبة 32 بالمائة تفضل البقاء في الاتحاد الأوروبي”.
ولفت الكاتب إلى أن “هذه هي السويد التي صوتت في تحد لنخبتها السياسية بالكامل عام 2003 ضد اعتماد اليورو عملة في البلاد.. وهي بالطبع السويد التي عانت أكثر من غيرها من فشل الاتحاد الأوروبي في التعاطي مع التحديات الديموغرافية الحديثة حتى انتهى بها الأمر إلى أن وجدت نفسها أمام أعداد من طالبي اللجوء أكثر مما تواجهه أية دولة على وجه الأرض”.
ورأى نيلسون أن “هذا يفتح الباب على أفق جديد من آفاق الجدل الدائر بشأن الخروج : ماذا لو أن هؤلاء المؤيدين للخروج أصبحوا روادا في تحالف جديد منفتح عالميا يضم دولا ضاقت ذرعا بالاضطرار إلى تمييز السلع والخدمات والأشخاص الأوروبيين عن غيرهم?
إن تصويتا لصالح الخروج قد يضع بريطانيا في المقدمة من اتجاه دولي جديد قائم على التعاون الأصيل واحترام السيادة?”.
على الجانب الآخر, رأى صاحب المقال أن “معسكر البقاء في الاتحاد يمكنه, بالطبع, أن يقول إن البريطانيين إذr يصوتون في استفتاء يونيو فإنهم لا يصوتون فقط على خروج المملكة من الاتحاد, وإنما على مصير التكتل الأوروبي برمته”.