بقلم: فرج ميخائيل
لا يمكن ان ننكر ان مشروع قناة السويس اعاد للمصريين شيئا من ثقتهم فى انفسهم وفي قدرتهم على البناء -انطلاق بعد ثلاث سنوات من الفشل و الضياع- واحيا لديهم شئ من الامل فباتوا ينتظرون الاعلان عن مشروعات مماثلة ..وليس عدلا ان ننسي اننا كنا نقول ان مصر :” راحت عليها و قدامها سنييين عشان نرجع تانى” ،وبعد مرورعام وتحت اصعب الظروف حضر الينا ملوك و رؤساء يحتفلون بنطلاق مشروع عملاق
ولكن احيانا ما يأخذنا الحماس و”نأفور” فقد سمعت احدي المثقفين خرج يقول في احدي القنوات التليفزيونية ان هذه القناة ستعيد تنشيط السياحة كما كانت قبل الثورة وستجعل الأمن يستقر وستنهي الإرهاب” من يعقل هذا يا سادة ،قناة السويس ليست هي مفتاح الحياة ، وتقدم مصر ليس ببناء “مشروع” بل ببناء “نظام” ، والتحدي الحقيقي هو تطوير المنظومة باكملها وتطبيق القانون وتجديد الخطاب الديني وتحكيم القضاء النافذ العادل ومقاومة الفساد واشياء كثيرة اخري ،ولابد ان نكون واقعيين كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته هي مجرد مشروع ،أى خطوة تحتاج ان يعقبها الاف الخطوات.
حفر القناة الجديدة وبدء تشغيلها الى جانب القناة القديمة ليس هو الحدث انما محور القناه اللوجيستي هو من يستحق تسليط الضوء عليه لانه هو الذي سيدر لمصر المليارات، والامل الحقيقي من المشروع ان تتحول الرمال التى تفصل القناة القديمة والجديدة والتي تحوطها الي منطقة اقتصادية عالمية،مصانع ومشروعات لوجستية .
وليس هذا كاف فقبل ان نفتر نحتاج مشاريع اخري بسقف زمني محدد نعمل فيها بنفس الانضباط فمثلا من الممكن ان نبدأ في مشروع نظافة مصر خلال عام ،نرفع خلاله اطنان القمامة كما رفعنا اطنان الرمال في مشروع القناة ونمنع حرق القمامة في الشوارع اوعلى الشواطئ واذا تحقق سنكون هزمنا الإهمال المتراكم و التسيب العام.
كفانا “افورة “ و” عنجهية” نعم عزمنا وشاركنا وانجزنا وحفرنا قناة ولكن ماذا بعد ، تخلصوا يا مصريين من النزعة الفرعونية واقصد بذلك اننا نتغني باجدادنا الفراعنة ، بالتاكيد هم عظماء ولكن ماذا فعلنا نحن لهذه الحضارة ،هل الحقناها باجيال متطورة ومتقدمة ومتميزة كفانا