بقلم: فـريد زمكحل
استمعت باهتمام شديد لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الحوار الاقتصادي، الذي لم يقم بحضور فعالياته أي قيادة من قيادات الدول الخليجية الشقيقة على غير المعتاد، وهو ما يعنى انسحاب دول الخليج عن تقديم أي نوع من الدعم المادي لمصر، ورفضها التام لثقافة الاعتماد التي ينتهجها النظام المصري منذ عدة سنوات لحل مشاكل الوضع الاقتصادي المتدهور نتيجة القروض الخارجية وفوائد خدمة الدين.
الأمر الذي قام الرئيس على إلقاء تبعاته على كاهل الشعب المصري الذي لا حول له ولا قوة ولم يستشار في كافة القرارات السياسية والاقتصادية الخاطئة التي أقرَّها وأتخذها النظام بموافقة الحكومة دون القيام باستشارة كبار المتخصصين المصريين في اي منها سواء ممن هم في الداخل أو في الخارج… الأمر الذي يراه الجميع معيباً ومخالفاً لواقع الحقائق ولب الحقيقة التي حذرت منها كما فعل غيري ذلك مراراً وتكراراً، ولم يُعيرها أي مسئول في الدولة أي اهتمام مما أوصلها وأوصلنا إلى هذا الوضع الاقتصادي الخطير الذي يقترب بها قاب قوسين من إعلان إفلاسها بصورة رسمية، في وقت قريب للغاية مع ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري وعدم توافره في البنوك المصرية.
كما أزعجني وأزعج كل مصري ما جاء على لسان الرئيس السيسي من أنه فشل في فهم الموقف وإقراره الواضح في عدم فهمه والتعرف عليه بصورة سليمة، وبأنه أصبح لا يقدر ولا يعرف كيف يتعامل مع الموقف الحالي بمفرده على غير ما كان يقوله سابقاً، ووعد به الشعب المصري مراراً وتكراراً بأن مصر ستكون معه وتحت قيادته «قد الدنيا»، قبل أن تصبح مديونة لكل الدنيا ومهددة بإعلان إفلاسها لأول مرة في تاريخها الإنساني العريق، رغم ما تتمتع به من إمكانيات وثروات طبيعية تفوق في مجموعها لو كان أحسن توظيفها بالشكل المناسب حجم الديون وفوائد الديون التي عليها وبمراحل.
ولا ننسى ولا يمكن أن ننسى ما أوصلنا إليه الرئيس السيسي وأعضاء حكومته من شحٍ مائي نتيجة تعاملهم الخاطئ منذ البداية مع ملف سد النهضة وغيره من القضايا الهامة التي تُمثل شرايين الحياة لمصر والشعب المصري، وأوصلنا وأوصلها لرؤية بيع أصولنا المصرية الهامة من فنادق حكومية تاريخية ومؤسسات وأراضي ومصانع وخلافه من أجل بناء العاصمة الإدارية الجديدة وإقامة الكباري وخط القطار الطائر ومدن الترفيه، بدلاً من إقامة المصانع والإهتمام بالزراعة لضمان اكتفاءنا الذاتي، وإقامة المدارس والمستشفيات للنهوض بالتعليم ولتوفير الخدمات الصحية المهمة والحيوية من جراحات دقيقة وخلافه للطبقة الوسطى وطبقة محدودي الدخل التي باتت تُعاني من شدة الفقر والعوز، بعد أن تراجعت حرية الكلمة وحرية التعبير وتم تقزيم الدور السياسي لجميع الأحزاب السياسية لقوى المعارضة المصرية، وغابت قيم العدل والمساواة وتحولت الدولة من دولة مؤثرة في محيطها الإقليمي والدولي إلى دولة لا وزن لها ولا حضور في كافة المنتديات المحلية والإقليمية والدولية.
وعلى الرئيس السيسي أن يقوم الآن بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة على أن يكون راعياً لها لا مشاركاً أو مرشحاً فيها بصفة شخصية لا هو ولا أي قيادة عسكرية أخرى للوصول إلى نظام مدني سياسي منتخب حريص على الديمقراطية ومستوعباً لمعاينها الحقيقية .. ولديه برنامج سياسي واضح لا لبس فيه لإخراجنا من الوضع الاقتصادي المتردي المُعاش الآن والمحسوس بشكل غير مسبوق، ربما بذلك ينجح في أصلاح الكثير من الأخطاء التي ارتكبت بموافقة الحكومة ومشاركتها المسئولية و التي لم تنجح في الارتقاء بمستوى أدائها الإداري أو السياسي في إدارة شئون الدولة ليلبي طموحات الشعب المصري ككل في حاضر أمن ومستقبل أكثر إزدهاراً لمصر وللمصريين.
كلمة مخلصة من قلب مخلص مُحب للوطن يأمل من الجميع الحفاظ على مصالحه فهل من سميع ؟؟