بقلم: ماريان فهيم
“ كل دا كنا عايشين في الحرام “ هذا هو التعليق الاكثر انتشار بعد نشر فتوي للدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامى لمفتى الجمهورية، فحواها جواز صداقة المسلم للمسيحى ، فقد سادت موجة من السخرية بعد صدور هذه الفتوي ، ولم تكن هي الفتوي الاولي التي يصحبها حالة من الجدل والاستنكار فلا يمكن ان ننسي فتوي جواز انفصال الزوج عن زوجته إذا كانت تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، او التي تدعو الآباء إلى رفض زواج بناتهم من شباب ينتمون إلى الإخوان، اوتلك التي تبيح لولي الأمر أن يتخلى عن الإنفاق على ابنه أو ابنته إذا كانت تناهض النظام الحاكم أو تهاجم الجيش والشرطة او امثال الفتاوي التي جعلت من التصويت في الانتخابات المصرية واجباً شرعياً، وغيرها وغيرها الكثير، فاقل ما يوصف به الوضع الحالي اننا نعيش في عصر فوضي الفتاوي
لن اتحدث عن تجديد الخطاب الديني ولن انادي بتكاتف المجتمع لمكافحة الفتاوى الشاذة المسيئة للمجتمع والتي يطلقها أشخاص لا علاقة لهم بالعلم الشرعي أو أنهم ليسوا مؤهلين للفتوى ، ولن اطالب بتوعية الناس بضرورة أخذ الفتوى من مصادرها الأصلية وهم علماء الشريعة و مراكز الفتوى المختصة،كل ما اترجاه هو اعمال العقل :
فهل كنا في انتظار مثل هذه الفتوي حتي تحلل او تحرم التعايش الانساني
وبمن اضرت هذه الفتوي الا بمن اصدرها و الجهة التي ينتمي اليها
هل هذه الفتوي ساعدت في نهضة المجتمع ام اثبتت اننا نرجع الى الوراء الاف السنين
هل الفتوي تواكب العصر ام اوحت بان قائلها يعيش في أبراج عاجية ومصادره فى كتب قديمة
ماذا لو كانت الفتوي بعكس ذلك ورفضت دار الافتاء صداقة المسلم بالمسيحى؟!
هل بهذه الفتاوي الغير مسئولة دفعنا الفرد الى قبول الفتاوي التي تتواءم مع حياته الشخصية،وطرد الاخري
الى ماذا يحتكم الفرد في حالة تضارب الفتاوي
.كيف نحجم من دور الفتاوي التي صارت تكتسح الساحات الاعلامية
كيف يكون لدينا افراز وكلّ من هبّ ودبّ ممن أطال لحيته يطلق فتواه
ضيق مساحة الحرية الفكرية بل وانعدامها في بعض الاحيان سيؤل الاحوال للاسواء وسيفقد من مصداقية قائلها ، فنتيجة للفتوي الاخيرة خرج البعض بدل من ان يقولوا “امين “ احتراما للجهة التي صدرت منها باتوا يعاندون فمن اشهر ردود الافعال على هذه الفتوي القول “ مش هخسر أعز اصحابي عشان فتوى” ، “ استفتي قلبك وإن افتاك”، وغيرهم من طالب جهات الفتوي بالبحث في ما يجعل حياة الناس افضل ارواحهم انقى و اطهربدلا من الفتاوى في البديهيات .