بقلم: فـريد زمكحل
إصرار الحكومة اللبنانية على رفض دعوة المجتمع الدولي لإجراء تحقيق دولي حول الحادث المأسوى الكبير الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من الشهر الجاري، يُعد في تقديري اعتراف ضمني من جميع الفرقاء في لبنان بمسئوليتهم عن ما أسفر عنه هذا الانفجار شبه النووي من خسائر بشرية ومادية، وما نتج عنه من قرارات ونتائج قد تقود لبنان إلى واقع جديد لمحاربة الفساد بمساندة دولية.
وقيام السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله، بنفي أي علاقة له أو للحزب بهذه الشحنة … نفي غير منطقي ولا يقبله العقل في بلدٍ يسيطر عليه وعلى جميع المسئولين فيه الأمين العام لحزب الله، بدءاً من الرئيس عون وحتى أصغر مسئول حكومي فيه، ونفي الأمين العام لأي علاقة تربطه بما وقع في هذا اليوم تأتي في نطاق رغبته في الهروب من تحمّل المسئولية أمام الرأي العام الداخلي والخارجي..
وهو ما استفادة منه إسرائيل التي أعتقد بأنها تقف وراء توجيه هذه الضربة الاستباقية لتحذير لبنان واللبنانيين بأن هناك العديد من مخازن السلاح التابع لحزب الله وسط الأحياء المدنية وذلك دون أن تتلقى أي اتهام لها من أي جهة داخلية أو خارجية بعد إصرار الحكومة اللبنانية على عدم إجراء اي تحقيق دولي في هذا الشأن، ونفي حزب الله على لسان أمينه العام حسن نصر الله لشبهة وجود أي علاقة بين الحزب وما تعرضت له بيروت من مآسي تدمع لها العيون وتحزن لها القلوب في هذا الحادث.
وأنا هنا لا أخترع ولا أقوم بتوجيه الاتهام لأي طرف ولكن وفقاً للمنطق وللتصريحات التي جاءت على لسان الأمين العام السابق لحزب الله، ويُحَّمل فيها السيد حسن نصر الله كامل المسئولية عن ما شهدته بيروت من انفجارات مدوية، ووفقاً لما جاء على لسان المحللين والخبراء المتخصصين في هذا النوع من التفجيرات بالصوت والصورة، أعتقد بأنه لم يعد هناك أي قيمة للنفي… خاصة وقد ع
لمتنا الأيام بأن نفي النفي إثبات في النهاية.
وكما قلت وسأقول دائما بأن لبنان بصدد بداية عصر جديد مخالف للواقع المعاش في الوقت الراهن، ولكن تحت إشراف وبتأييد دولي غير مسبوق. في النهاية أطيب أمنياتي للبنان الشعب في غدٍ أفضل يعود بلبنان إلى عصره الذهبي.