بقلم: يوسف زمكحل
بات لبنان اليوم يستغيث لكي يُمد له يد العون حتى يخرج من أزمته الخانقة بسبب الطائفية البغيضة التي تحكم هذا البلد وطالما أن الطائفية هي التي تحكم فلا يجب أن نتوقع خروج لبنان من أزمته بسهولة ومشكلة لبنان ليست في أن حلفائه قد تخلّوا عنه ولكن مشكلته أن ابناءه ومن في يدهم القرار لديهم توازنات سياسية أو أهداف سياسية لدول أخرى تعمل من أجلها ولا يهم بالنسبة لهم المواطن اللبناني الذي فاض به الكيل من الغلاء الفاحش فأصبح لا يجد ثمن الدواء والعلاج أو ثمن رغيف العيش وكلنا رأينا الفيديو الذي يكشف عن شجار كبير في إحدى المحلات بسبب علبة لبن ويكشف الفيديو لنا مدى مأساة المواطن اللبناني اليوم ومدى تدهور الحالة الاقتصادية في لبنان .
واليوم وصل سعر الدولار في تعاملات السوق غير الرسمية ما بين 10200 و10350 ليرة وهذا الأرتفاع المخيف أدى إلى أرتفاع أسعار السلع الأستهلاكية إلى نحو ثلاثة أمثالها منذ بدء الأزمة .
ومنذ أيام دعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى عقد مؤتمر دولي مؤكداً أن هدف هذا المؤتمر هو إعلان حياد لبنان . وبعد هذه الدعوة رأينا حسان دياب رئيس حكومة تصريف الأعمال منذ أيام يهدد بالأمتناع عن تأدية مهام منصبه للضغط على السياسيين لتشكيل حكومة جديدة وهو الأمر الذي قد يؤدي في حال تنفيذه إلى حدوث فوضى عارمة لا يعلم مداها إلا الله .
واليوم وعند كتابة هذا المقال قرأت أن الجيش اللبناني يرفض الأنصياع إلى أوامر الرئيس ميشال عون لقمع المحتجين في الشوارع ولا أستبعد أن يكون الإنقلاب العسكري في النهاية هو الحل الأخير لإنقاذ لبنان من الأنهيار وإن كان أيضاً هذا الإنقلاب سيدخل لبنان في نفق مظلم آخر فيكون هناك أشتباكات مسلحة تنتمي لمليشيات حزب الله وغيرها من المليشيات التي تنتمي لأكثر من دولة رئيس في لبنان .
خروج لبنان من أزمته يحتاج إلى معجزة لأسباب كثيرة أولها أن أطراف الأزمة كُثر وثانيهما تدخل العديد من الدول في الشأن اللبناني تريد أن تؤخر مسيرة لبنان هذا البلد الذي كان يوماً ملاذاً لكل الأحرار وكانت تلقب بسويسرا الشرق لما فيها من خيرات ، وثالثهما وجود نفس الوجوه الموجودة على الساحة السياسية منذ أربعون عاماً .!
وأتذكر قولاً للرئيس الراحل أنور السادات قاله منذ سنوات طويلة وهو أرفعوا أياديكم عن لبنان ..
وأنا أيضاً أردد نفس ما قاله السادات .. أرفعوا أياديكم عن لبنان .