بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
استكمالا لما نُشر في العدد السابق حول هذا الموضوع، يُسعدني في هذا المقال أن أنتقل إلى ما قاله السيد المسيح عن نفسه لمن كانوا يرافقونه أو حوله تأكيداً على أنه والآب السماوي واحد مع تمايز الأقانيم وما قاله في مناجاته للأب ليلة آلامه حين قال:
«مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم» يو 17:5.
وقوله: «أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا … لينظروا مجدي الذي أعطيتني. لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم… أيها الآب البار إن العالم لم يعرفك أما أنا فعرفتك وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني وعرّفتهم أسمك وسأعِّرفهم … ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون فيهم» يو 17:24-26
وقوله: «يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس» مت 26:39.
وكلماته الشهيرة على الصليب:
«يا أبتاه… اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» لو 23:34 .
« يا أبتاه… بين يديك أستودع روحي» لو 23:46
بخلاف حديثه المعروف عن الروح القدس والذي قال فيه : «وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق .. ذاك يُمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم» يو 16: 13، 14.
«ومتى جاء المُعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب . روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي» يو 16:26.
هذا بخلاف كلامه لتلاميذه في إرساليته لهم بعد القيامة : «إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بأسم الآب والأبن والروح القدس» مت 19:28، 20.
كما يتضح تمايز الأقانيم في الموقفين الآتيين:
1- في عماد السيد المسيح: ويصف هذا الحدث القديس متى في بشارته فيقول:
«فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وأتياً عليه، وصوت من السموات قائلاً: «هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت» مت 3: 16 ، 17.
كذلك عندما تغيرت هيئة السيد المسيح على جبل التجلي أمام تلاميذه وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور، وإذا بسحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررتُ .. له اسمعوا» مت 17: 8-1.
وقد استخدم القديس اثناسيوس الرسولي مثل الينبوع والنهر والماء الواحد لإيضاح وحده الجوهر للآب والابن مع التمايز في الصفة الأقنومية تماما كالنهر الخارج من الينبوع لا ينفصل عنه … مع وجود اسمين هنا النهر والينبوع.. والينبوع ليس هو النهر، والنهر ليس هو الينبوع إلا أن كليهما له نفس الماء الواحد الذي يسري في مجرى واحد من الينبوع إلى النهر.
وإلى هنا أترككم في رعاية الله على أن ألتقيكم بإذن الله بعد اسبوعين في نفس هذا المكان وحتى هذا الوقت اسأل الله أن يحفظكم ويشملكم جميعاً بفائق رعايته وبركاته.