بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
في هذا العدد الجديد من الرسالة سوف أتناول سلسلة جديدة من المقالات التي تُثبت ألوهية السيد المسيح منه شخصياً ومن خلال تعاليمه وشرحه عن طبيعة علاقته بالله الآب.
أولا: السيد المسيح علَّم أن له نفس الجوهر الواحد مع الآب
وكان هذا جلياً واضحاً في يو 10:30 «أنا والآب واحد» وكان بمناسبة عيد التجديد عند اليهود.
وتحليل القول يدل على التالي:
- أن كينونة الآب والأبن هي واحدة
- بأنه والآب واحد بالحقيقة وليس مجازاً
- بأنه والآب واحد في الجوهر والطبيعة واللاهوت
- بأنه والآب لاهوت واحد بغير انقسام
وفقاً لقراءات الآباء القديسين ومنهم القديس غريغوريوس النزينزي، والقديس اثناسيوس الرسولي، وقداسة البابا شنودة الثالث يؤكد الشرح:
بأن السيد المسيح والآب إله واحد وليس إلهين. وبأنه مساوي للآب في الجوهر مع التمايز في الصفة الأقنومية.
ولسوف أتناول بالشرح المفصل نقطة نقطة مما سبق وأن ذكرتهم ولسوف أبدأ بقول السيد المسيح في ذلك آلا وهو «أنا والآب نكون واحداً»، والذي جاء في الترجمة الانجليزية لـ King James)) I and my father are one والقول بهذا يعني : «أنا والآب نكون واحداً « أي أن كينونة الآب والابن هي واحدة .. أي أنه ليس للسيد المسيح كينونة منفصلة عن الاب والسبب في ذلك أن الآب هو الأصل في الكينونة كما أن للابن أيضاً كينونته الحقيقية بالولادة الأزلية من الآب.
وهو ما يوضحه نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري في قوله بأن الآب له كينونة حقيقية وهو الأصل في الكينونة بالنسبة للابن والروح القدس والابن له كينونة حقيقية بالولادة الأزلية، والروح القدس له كينونة حقيقية بالانبثاق الأزلي.
ولكن ليس لواحد منهم أي إنفصال في كينونته أو جوهره عن الآخرين وهو ما يجعل من قول السيد المسيح بالمعنى الحقيقي الواضح في الجملة ولم يقلها مجازاً على سبيل المثال وإنما بمعناها الجليّ الواضح.. وهو ما يعني أن الآب والأبن يكونان واحداً# في الجوهر وفي الطبيعة وفي اللاهوت .. وبأن اقنوم الأبن المولود من الآب أزلياً له نفس الجوهر مع الآب، ونفس لاهوته ونفس طبيعته وهو ما أكد عليه القديس غريغوريوس النزينزي والقديس أثناسيوس الرسولي، وأيضا قداسة البابا شنودة الثالث.. وهو ما قاله أيضاً القديس أمبروسيوس بصراحة في شرحه قائلا:
(لقد عبَّر الابن عن مساواته للآب في القدرة الواحدة بقوله «أنا والآب نكون واحداً» فعندما يقول «أنا والآب» تتضح المساواة، وعندما يقول: « نكون واحداً» تتأكد الوحدة .. المساواة تستبعد الخلط بينهما، والوحدة تستبعد الفصل بينهما.. المساواة تميز بين الآب والابن، والوحدة لا تفصل بينهما..)
إلى هنا أختتم الحديث في هذه النقطة لننتقل للنقطة الثانية التي علَّمها السيد المسيح ألا وهي «أنه في الآب والآب فيه».
وحتى ذلك الحين أترككم في رعاية الله الآب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين…
مع أطيب أمنياتي للجميع بالخير والصحة والسلام ..