ما هو سرك أيها الحب؟ كل روح تولد ما أن تتفتح براعمها تقع أسيرة أفيونك. تتملك أحلامها، ذاتها، نهارها وليلها. تسيّرها زهرة في مهب ريحك، نجمة في سمائك. تجعل منها آلهة في مملكتك تتوجها سر الوجود ، سر الخلود. تجعل منها أجمل الجميلات تفديك دون سؤال، دون تردّد، لا بل يطيب لها الفناء في سبيلك بعد أن تذوقت إكسيرك. تجعل منها الجشعة التي لا يردعها أي عائق في سبيل الحفاظ عليك لها وحدها دون غيرها. الحياة والموت يتساويان ساعة تنصهر الروح بك. يتحرر الزمان من حدوده ليدخل مملكة اللا حدود الزمنية، تلاقي الروح فيها توأمها وكأنها على موعد. موعد لا يمكن المفرّ منه وقد بات هو القدر، فيا له من قدر! قدر محتوم يتجدّد والروح تعرف طريقها إليه لا يعيقها عائق. تعرف أن دخول مملكتك هو جزء من رحلتها، جزء يحمل مغرياته وتجاربه، مسكه ومرّه، لكنّها لا تكترث لا بل إليك تهرول. كيف لا ومعك الحياة تولد!
يا سيد الإلهام أنت، غنتك أجمل القصائد وأشاعت جمالك درر الفنون. جميع الأرواح تنادي اله الحب أن يترأف بها ويمنحها بركاته. أي هدية مقدسة أنت كي تُعبد عبر الأجيال بلسما يطهّر الروح، أريجا ينشيها ويتكاثر منها. سرّك من أسرار الوجود التي لا جواب لها لكنّه السر الأكثر شعبية. لآ تريد الجواب أي روح تدخل دائرة طلسمانك، يكفيها أن تكون أسيرتك مستسلمة الى قوانينك. سجنك هو حريتها، عذابك هو قوتها، فرحك هو ملهمها. كيف لها أن تخشى نداءها وأنت بين يديها؟
ما هو سرك ايها الحب؟ تلهم السلام والحرب، الزهور والأشواك، الحرية والعبودية. تحمل جميع التناقضات في جعبتك تجرّب
الروح بها دون هوادة. لا عجب أن تصنّف بالأله ويخصص لك أيام عبادة وقد فتحت للروح أبواب السماء والجحيم معا. ترمي سهامك ترسم بها القدر. هديّة تحمل مفاجأتها من دموع الحزن والفرح. حزن مستعدة الروح أن تمرّ به لو حصل، مستعدة لأي ثمن من أجل اللقاء، من أجل الوصال، من أجل سعادة لا يكفيها شرح ولا كلام. سعادة تحمل بصماتها تجعل من الصمت سيد الكلام، وحدها الروح تدركه. هدية دموعها من أريج الورود، فرحها من سر الوجود. قد تنتظر الروح حيواة قبل أن يصيبها هذا السهم ومهما طال الانتظار لا بد أنه آت يوما.
يليق بك العيد أيها الحب، الجميع يتوق اليك طمعا في الجمال والحنان, رغبة في تخطي الشر إلى الخير، في الخروج من الصحراء إلى الواحة. يليق بك العيد يا من يدخل العيد الى قلوبنا. ارمي سهامك واجعل من قلوبنا قربانا لك. هنيئا لمن هو ضحيتك له الحياة الأبدية!