بقلم: يوسف زمكحل
انطلقت في فرنسا السبت الماضي وفي مدينة بيارتيز الساحلية القمة الثالثة والأربعون لمجموعة السبع الكبار على مدى 3 ايام حيث استمرت اجتماعاتها حتى يوم 26 أغسطس الجاري . ومجموعة السبعة هي منظمة تتكون من أكبر 7 دول اقتصادية على مستوى العالم وهي كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وقد أقيمت أول قمة لهذا الكيان عام 1976 عندما اجتمعت 6 دول لتبادل الأفكار والحلول المحتملة لأزمة الاقتصاد العالمي وفي العام التالي انضمت كندا لهذه المجموعة . وكانت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى تضم روسيا منذ عام 1998 لكن تم استبعادها عام 2014 بسبب تدخلها في الأزمة الأوكرانية التي تضم جزيرة القرم . وتتولى كل دولة من دول المجموعة رئاسة هذا الكيان لعام واحد بالتناوب وتتولى الدولة التي تستضيف المجموعة رئاسة هذه القمة التي تمتد ليومين . وتحتل سياسات الطاقة والتغيير المفاجئ والأمن العالمي مكاناً بارزاً بين قضايا أخرى كثيرة تناقشها القمة ثم يصدر عن هذه القمة بيان ختامي يوضح ما تم الاتفاق عليه . حققت مجموعة السبع الصناعية بعض النجاحات أبرزها إنشاء صندوق دولي لمكافحة أمراض الايدز والسل والملاريا والتي تقول إنه أنقذ حياة 27 مليون شخص منذ عام 2002 ، كما أن مجموعة السبع كانت القوة الرئيسية المحركة وراء تفعيل إتفاقية المناخ الموقعة في باريس عام 2016 حتى مع تقديم الولايات المتحدة طلب الانسحاب من الاتفاقية في ذلك الوقت .والغريب أن الصين الدولة الأكبر في العالم من حيث عدد السكان وثاني أكبر اقتصاد في العالم تُعد ثرواتها أقل نسبياً من أعضاء مجموعة الدول السبع وفقاً لحساب نصيب الفرد من ثروات البلاد لذا لا تعتبر الصين من دول الاقتصاديات المتقدمة بحسب مقياس دول المجموعة على الرغم من عضويتها في مجموعة العشرين واحتوائها مدناً ضخمة حديثة مثل مدينة شنغهاي . وقد حضر هذه القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بصفته رئيساً للاتحاد الأفريقي بعد أن وجه له الدعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون . وأخيرا أظهر قادة مجموعة السبع وحدة نادرة بينهم بعد ما أبدى الرئيس ترامب ميلاً تصالحياً بشأن العديد من نقاط الخلاف تتضمن الملف التجاري والإيراني كما أقروا مساعدة طارئة لمكافحة أشتعال الحرائق في غابات الأمازون ونجح الرئيس ماكرون في تأمين جو توافقي عبر قيامه بمبادرات عدة ، أما الرئيس ترامب أشاد بيومين ونصف يوم من وحدة الصف العظيمة بين قادة الدول السبع الكبرى وأعلن فجأة على أنه على استعداد للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد محادثات مكثفة حول هذا الموضوع أثناء القمة تخللتها زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لفرنسا ورحب الجميع بهذه النتائج التي ممكن أن تؤدي في النهاية إلى نزع فتيل الحرب .