بقلم: يوسف زمكحل
كانت مرجريت التي تعيش في ولاية ويسكونسن بالولايات المتحدة الأمريكية على قدر كبير من الجمال والأنوثة والرقة فالعينان زرقتان والشعر كالحرير في لون الذهب يصل طوله إلى منتصف الظهر بالإضافة إلى أخلاقها الجميلة وحبها وحنانها المفرط لكل من يتعامل معها أما والدَيها فكانا يرانها ملاكهما الحارس الذي يعيش معهما في البيت فهما ليس لديهما من الأبناء غيرها وكانت مرجريت تذهب يوم الأحد مع والديها إلى الكنيسة الإنجيلية التي تبعد من البيت ما يقرب من خمسة عشر دقيقة ثم يتجمعون جميعاً بعد أنتهاء مراسم القداس مع فيليب خطيب مرجريت في إحدى المطاعم الكانئة في أحد أحياء المدينة يتناولون الغذاء والأحاديث الطريفة وفي إحدى المرات سأل والد مرجريت متى سيكون موعد زفافكم أيها ألأحباء ؟فرد فيليب على الفور أنني في عجلة من أمرى ولذلك قررنا أنا ومرجريت ان يكون الزواج في بداية العام الجديد أي بعد الإنتهاء من أعياد الميلاد فرد والد مرجريت على الفور أي بعد شهرين من الآن تهانينا القلبية لكما فردت مرجريت شكراً يا أبي قالتها بضيق فسألها ماذا بك يا مرجريت أشعر أنك ليست سعيدة هل هناك ما يضايقك هل ضايقك فيليب قالها وهو يبتسم ؟ فردت أبي أن فيليب تتمنى أي فتاة الأرتباط به وأنا سعيدة لمعرفته وأحلم مثله بيوم زفافنا ولكني أشعر بشئ غريب لا أدري ما هو وأشعر أن هناك ما سوف يفرق بيننا فرد فيليب على الفور أبداً لن يفرق بيننا إلا الموت فقد كان فيليب يحب مرجريت حباً كبيراً ثم قال والدها أطمئني يا مرجريت هذا شعور طبيعي ينتاب أي فتاة مقبلة على حياة جديدة وينتابها الخوف من أن لا يتحقق الحلم التي تحلم به الفتاة طوال عمرها وهو أرتداء فستان الزفاف الأبيض والذهاب إلى بيت حبيبها فقالت مرجريت أتمنى هذا يا أبي ثم سألها متى ستبدأ أحتفالات عيد الميلاد يا مرجريت فردت مرجريت السبت القادم وسأقوم مع مجموعة كثيرة من الشباب بحمل اللافتات والبالونات المخصصة وسنمر في طرق المدينة وقال لها فيليب سأنتظرك في الطربق لأراكِ .
وجاء يوم السبت لتخرج مرجريت مع الكثيرين إلى الطريق ومعهم اللافتات والبالونات ووقف الكثيرين على الصفين ليروا العارضين ومن بينهم فيليب الذي وقف ينتظر محبوبته وهي قادمة بابتسامتها الملائكية تملأ الدنيا جمالاً وبهجة وفجأة تأتي سيارة فان حمراء يقودها سائقها بسرعة ليدهس الكثير من العارضين ومن بينهم مرجريت التي صدمتها السيارة فحملتها فوق السيارة ثم قذفت بها إلى جانب الطريق لتنزل على رأسها والدماء تنزف منها ويجري إليها فيليب غير مصدق والدموع تنهار من عينييه ويقول لها مرجريت حبيبتي هل تسمعيني قالها وهو يصرخ أطلبوا سيارات الأسعاف فتقول له مرجريت بصوت خافت صدقتني حبيبي أن زفافنا لن يتم أنا أحبك ثم أغمضت عينيها وغادرت الدنيا وهي تمسك بيد حبيبها وسط صراخ فيليب وكل من في المكان .!