بقلم : هديل مشلح
تعتبر معظم الدول العربية والأجنبية أن تدخل إيران في الدول العربية وخاصة في سورية هو خطر يداهم هذه الدول وتطالب أمريكا إيران وبشكل دائم عدم التدخل في سورية خصوصاً . بالرغم من أن إيران دولة إسلامية إن كانت هذه الحجة التي يحتجون بها وبالرغم من تدخل كل دول العالم في الصراع الدائر في سورية .
وفي ذات الوقت تجري مباركة تطبيع العلاقات بين أي دولة و إسرائيل مع أن شعوب الدول العربية والإسلامية تعتبر أن إسرائيل هي العدو الحقيقي و الخطر الأكيد ولكن للأسف حكام وأنظمة بعض الدول تختار التطبيع بشكل سري وغير معلن وتتم توقيع معاهدات و عمل الاستثمارات على حساب الشعب الفلسطيني طبعاً … وبعض الدول الأخرى تختار التطبيع وتعلن عنه بشكل رسمي كتركيا التي سبق أن قطعت علاقاتها من إسرائيل لأسباب ظاهرية وأبدت للرأي العام مظهر البطولة بقطع علاقاتها مع إسرائيل بعد أن كانت تحاول فك الحصار عن غزة بإرسال سفينة مساعدات لقطاع غزة المحاصر , ومقتل عدد من المواطنين الأتراك ومع هذا عاد أردوغان ليضع يده بيد نتنياهو وأعلن التطبيع مع إسرائيل بشكل رسمي .
في نفس الوقت نرى أن حكومة أردوغان تكيل بمكيالين فهي تدعم جماعة الأخوان المسلمين في سورية وفي مصر والتي تعتبر في كلتا البلدين جماعة إرهابية وتمد يدها للتطبيع مع إسرائيل التي تعد عدوة السلام والإسلام والفلسطينيين والشعوب العربية ككل . وهنا بالذات علي أن أنوه عن بيان رسمي صادر عن جماعة الأخوان المسلمين الإرهابية التي باركت هذا التطبيع ورحبت بهذه الخطوة التي اعتبرَتها جيدة ولكنها أطلقت عليها مسمى آخر أو بعبارة أخرى مبرر بأن حكومة أردوغان تسعى لتخفيف الحصار المفروض على غزة … وهذا بالضبط ما أعتبره المضحك المبكي ونحن نرى أن الأخوان ينتهجون نفس المبدأ في كل مرة بأن الغاية تبرر الوسيلة ولكن الغاية هنا ليست فك حصار عن شعب مظلوم ولا الوسيلة نظيفة لأن هذا التطبيع يأتي في بادئ الأمر لتسهيل مشاريع تركية في فلسطين المحتلة لصالح إسرائيل وتركيا طبعاً وتتضمن استكمال مؤسسة الإسكان التركية مشاريعها في غزة التي يتباكى عليها أردوغان و إنشاء منطقة صناعية في جنين.
هذا ويعتبر نظام الرئيس التركي أردوغان أن الدولة التركية دولة إسلامية ويدعم الإسلام في كل مكان ” حسب اعتقاده ” ويستنكر تدخل إيران الإسلامية في الشرق الأوسط وهو في ذات الوقت يبسط ذراعيه لدعم و تسهيل دخول الإرهابيين من داعش وغيرهم إلى الدول المجاورة في سورية والعراق وتمددهم في باقي بلاد الشام , ودعمه الخفي بالمال والسلاح وغض العين عن الحدود البرية والبحرية المفتوحة لكل من هبّ ودَب …. وها نحن الآن نرى نتائج أعماله بدأت تُسلَّط على شعبه البريء من أفعاله وأن الإرهاب الذي دعمه بدأ يتسلل إلى عُقر داره .
إنني هنا أدين النظام الحاكم في تركيا وليس للشعب التركي يد في ما يفعله هذا النظام الفاشل ويجب ألا ننسى وقوف الشعب التركي إلى جانب الشعب السوري المهجّر من أرضه .