بقلم: فريد زمكحل
لا يختلف اليوم عن الأمس كثيراً في ظل هذا العهر الممارس في السياسة الدولية والصمت المخجل المحيط به من جميع الهيئات الدولية المنوط بها الوقوف في وجه كل هذه الممارسات المخزية، خاصة عندما تكون ممن نفترض بهم أنهم كبار، وبأنهم دول قد وصلت إلى قمة الحضارة الانسانية، حتى نكتشف ونجدها بأنها قد وصلت إلى مستنقع الانحطاط الأخلاقي المخزي بكل معنى الكلمة، حيث تحول العمل السياسي إلى مسرح كبير كل ما يقدم عليه في هذا الإطار يخرج عن نطاق التنظيم الذي وصل به إلى حد الفوضى المرذولة من الجميع.
وما قام ويقوم به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من نقض لاتفاقيات دولية مؤخراً، يرتقي إلى حد الفوضى وينحدر بالعمل السياسي لأكبر دولة في العالم إلى مستنقع الانحطاط الأخلاقي الذي أصبح سمة من سمات السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من المؤسسات الدولية المنوط بها التصدي لمثل هذه القرارات العشوائية مثل هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، فنجدها وللأسف الشديد تتمسك بالفوضى وتعمل على حماية هذا المستنقع اللا أخلاقي ، بل يقومان معاً بتشريعها لتكون في إطار الشرعية الدولية رافعين شعار « أمرك … أمرك يا سيدي .. لأني عارفك تقدر تحُط الحديد في إيدي «. و « حسنة يا محسنين الله ويا بخت مين قدَّم شئ و لقاه طالما الإعلام كله وراه».
هذه هي الحقيقة مع الأسف الشديد التي لا تحتاج فلسفة من احد مهما كان موقعه، وعلى الجميع الإعتراف بها والتعامل معها وفقاً لسياسة الأمر الواقع .. والتي لم تنجح دولة غير مصر في الخروج فيه على النص المكتوب حتى الآن على الأقل رغم قلة الموارد وما يشكله الوضع الاقتصادي فيها من مشكلات يتم التصدي لها بالجملة حالياً من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي والسادة رئيس وأعضاء الحكومة المصرية وأولاً وأخيراً بتوفيق الله وصلابة الجيش المصري وقوة تحمل الشعب المصري العظيم الذي أثبت للكبار قبل الصغار بأنه الشعب الذي مازال يعلِّم الدنيا بأن مصر كانت وستبقي أم الدنيا. وتحيا مصر… تحيا مصر… تحيا مصر.