بقلم: يوسف زمكحل
أن افتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة يجب أن يكون ميلاد لفكر جديد للإنسان المصري الذي بات متأثراً بالسلفية الوهابية التي غيرت من تقاليده وسلوكياته تجاه الآخر فسمح لعقله بتقبل بعض الأفكار العفنة مثل عدم تهنئة الأقباط في اعيادهم وتحريمهم للموسيقى والفنون وتكفير كل من يختلف معهم في الراي ووصل الأمر بتحريم هدية عيد الأم وأدّعوا كذباً بأنها بدعة . أننا يجب أن نتفق في القول بأن الإنسان المصري تغير فكره وأصبح السواد يملئه ومن الخطأ أن نتهم الفقر والجهل بأنهما سببان رئيسيان فيما وصل إليه الحال فكثيراً نجد من المثقفين الذين قرأوا كثيراً وغاصوا في بحور الثقافة نجدهم أكثر الناس تشدداً.
وأكثر ما لاحظته في كلمة شيخ الأزهر أثناء الاحتفال بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح استخدام شيخ الأزهر كلمة الدولة الإسلامية فيقول أن الدولة الإسلامية ضامنة شرعاً لكنائس المسيحيين فأولاً لفظ الدولة الإسلامية هو لفظ تستخدمه داعش الذي رفض تكفيرها رغم ما ارتكبته من جرائم ومذابح فهي تعني الدولة الإسلامية في العراق والشام ثم أن لفظ الدولة الإسلامية لا يتفق مع الدستور الذي يقر أن مصر دولة مدنية والدولة المدنية يا سيدي تضمن حماية جميع الأديان.
ومصر التي أحبها يجب أن تكون صاحبة فكر فالدول التي تريد أن تتقدم إلى الأمام عليها أن تعي أولاً أن الكل شركاء في الوطن يعيشون تحت سمائه ويعبدون إلهاً واحداً وهو كان قادراً أن يخلق ديناً واحداً وشعباً واحداً ولغة واحدة إن كان يريد ذلك ولكنه أرادهم مختلفين في ثقافتهم متحدين في إنسانية واحدة تجمعهم يعيشون على وجه البسيطة بطولها وعرضها بحرية، لا في دولة تعاير فيها الأغلبية الأقلية بحمايتهم وكأنها تمِّن عليهم بما لا يستحقون . إن ما يفعله الرئيس السيسي منذ توليه شرف المسئولية بدءاً من تغيير قانون بناء الكنائس وتهنئة الأقباط كل عام بعيدهم بحضوره في الكنيسة وذكره دائماً كلمة المصريين رافضاً ذكر الديانة وتعليماته ببناء الكنائس في المدن الجديدة ثم أخيراً افتتاحه لكنيسة ميلاد المسيح وهي أكبر كنيسة في الشرق الأوسط أكبر دليل على أن الرئيس مؤمن إيماناً راسخاً ان بناء الوطن يتم بكل أبنائه على مختلف عقائدهم، خاصة وإن اتحادنا جميعا أمام أعداء الوطن بمثابة سداً منيعاً لا يستطيع أحداً أختراقه . أتمنى في هذه الأيام التي نحتفل بها بذكرى ميلاد المسيح أن تكون المحبة التي هي اساس رسالته نبراساً للعالم كله ودرساً يستفيد منه كل البشر في العطاء والتضحية من أجل الآخرين وتحيا مصر أبية بكل أبنائها . .