بقلم: فريد زمكحل
يؤسفني جداً أن أستهل كلمتي لهذا العدد بتقديم خالص التعازي لعائلات الحجاج الذين سقط ذويهم بين قتلى وجرحى أثناء قيامهم بتأدية أحد شعائر مناسك الحج في مشعر مني، في الأراضي المقدسة بالمملكة العربية السعودية، أول أيام عيد «الأضحى» المبارك في استبدال غير منطقي (للخرفان بالبشر)، والأسوأ والأدهى أن يبادر البعض من الحكام والمسئولين العرب بتقديم واجب العزاء للعاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام بدلاً من محاسبته عن التقصير الإداري وسوء التنظيم الأمني الذي اودى بحياة 717 حاج وإصابة 863 آخرين أمس الخميس، خاصة وأن الحادث المفجع لم يكن هو الأول من نوعه ولن يكون الأخير طالما استمر الأمر بلا مسائلة قانونية فعالة وناجزة من أسر وعائلات ضحايا هذه الحوادث الذي يعتبرون وفاة ذويهم في الأراضي المقدسة نوع من أنواع (الشهادة) التي ستذهب بهم إلى جنة الخلد ونعيمه وهو الجهل والجهل بعينه خاصة للمتابع لعدد الحوادث المماثلة التي وقعت بذات الكيفية ومنها على سبيل المثال لاالحصر:
– يوليو 1990 : وفاة نحو 1426 حاج بسبب الاختناق في نفق مني بسبب عطل مفاجئ وقع في نظام التهوية.
– 24 يوليو 1994 : وفاة نحو 270 حاج بسبب التدافع عند المشعر واثناء رمي الجمرات
– 9 ابريل 1998: وفاة نحو 118 حاج وإصابة نحو 180 بسبب التدافع أيضا عند مشعر منى
– 5 مارس 2001 : وفاة نحو 35 حاج أثناء التدافع في رمي الجمرات
– 11 فبراير 2003: وفاة 14 حاج بسبب التدافع
– 11 فبراير 2004: وفاة 251 حاج بسبب التدافع
– 2005 : وفاة 3 حجاج ويعتبر هو الموسم الأقل في عدد الوفيات بسبب التدافع
– 2006 : وفاة 364 حاج بسبب التدافع
هذا بعض من كل الحوادث المؤسفة التي يتعرض لها الحجاج لغياب الإشراف الإداري الصحيح على الحرم المكي الشريف وضعف المنظومة الأمنية المشرفة على تأمينه وتأمين حجاجه الأمر الذي يستدعي فيه من خادم الحرمين الشريفين التدخل الفوري لمحاسبة المسئولين وتصحيح الوضع وتغيير الصورة.
خالص التعازي لأسر الضحايا وأطيب الأمنيات بالشفاء العاجل للمصابين وبعيد أضحى حقيقي خال من القتل والعنف والتطرف المنتشر في المنطقة منذ 4 سنوات وأكثر.